البرت ناصر |
الذي يقرأ ديباجة دستور العراق يمكنه ملاحظة الفرز الاختياري والتسقيطي في أسلوب الصياغة المستند على عقلية تنسيب انجازات مآثر اجداد الشعب الاشوري الذي ما يزال حي يرزق وألحاقها بالغير تحت لافتة تسميات طائفية مذهبية(سنَة وشيعة) هكذا اراد المشرع أن يؤكد على السمة الطائفية والمذهبية المفترض بها ان تكون ارقى واجهة تمثل رقي عقلية الانسان العراقي الا انه فرضها ليتسنى له أظهار تسمية (الشيعة) خارج أطارها العربي العام لان الابقاء على لفظة (العربي) دينياً يستدل منها وحدة (السَنة والشيعة) الا أنه اراد التأكيد على فرز تسمية الشيعة خلافاً للاسلوب الحضاري في هكذا صياغات فائقة الاهمية فكان لا بد من ذكر (السنَة) للتغطية . ما يهمنا هنا هو عقلية الفرز والاختيار لتجميل صورة فئة على حساب فئة اخرى بالسطو على مآثر أجداد الغير الا وهم الاشوريون وتنسيبها للسنة والشيعة والاكراد والتركمان بعد تسقيط الاشوريون من الاطار العام للانجازات التاريخية الحضارية للعراق القديم حيث كتب المشرع ما يلي في مقدمة ديباجة الدستور : نَحْنُ أبناء وادِي الرافدينِ، مَوْطِن الرُسُلِ وَالأنبياءِ، وَمَثْوىَ الأئِمَةِ الأطْهَارِ، وَمَهد الحضارةِ، وَصُنَّاع الكتابةِ، وَرواد الزراعة، وَوُضَّاع التَرقيمِ. عَلَى أرْضِنَا سُنَّ أولُ قانُونٍ وَضَعَهُ الإنْسَان، وفي وَطَنِنا خُطَّ أعْرَقُ عَهْدٍ عَادِلٍ لِسياسةِ الأوْطان، وَفَوقَ تُرابنا صَلَّى الصَحَابةُ والاولياءُ، ونَظَّرَ الفَلاسِفَةُ وَالعُلَمَاءُ، وَأبدَعَ الأُدَباءُ والشُعراءُ .(انتهى الاقتباس) حينما ذكر المشرع عبارة نحن أبناء وادي الرافدين مهد الحضارة وصناع الكتابة ورواد الزراعة ووضاع الترقيم على ارضنا سن اول قانون وضعه الانسان وفي وطننا خط أعرق عهد عادل لسياسة الاوطان اراد تجميل دستوره بعمق تاريخي لانجازات حضارية تضع بقية دساتير دول العالم بمرتبة التلمذة أمام شعب العراق. الا أنه يبدو ان المشرع حينما أستباح الانجازات الحضارية التاريخية لشعب آشور الذي ما يزال حي يرزق ونسًبها لأناقة وتجميل نفسه امام العالم نسى المشرع ان كل هذه الانجازات التي تعطي له الاناقة والجمال والعظمة انها ملك لشعب آشور وهو ما يزال حي يرزق على ارض العراق ولم يلتفت الى صاحب هذه الانجازات ليذكره في ديباجته وكأنه لا وجود للشعب الاشوري على ارض العراق في عقلية المشرع والتي هي امتداد للمؤامرة الكبرى التي يدركها شعبنا بألغاء أسم آشور من على خارطة العالم. نعم شاء المشرع عمداً وليس سهواً في أغفال أسم الشعب الاشوري الذي يريدون تاريخه ولا يريدونه بينهم وهكذا يتابع المشرع ليذكر : " زَحَفْنا لأولِ مَرةٍ في تاريخِنَا لِصَنادِيقِ الاقتراعِ بالملايين، رجالاً وَنساءً وَشيباً وَشباناً في الثَلاثين منْ شَهرِ كَانُون الثَانِي منْ سَنَةِ أَلْفَين وَخمَس مِيلادِيَة، مُستذكرينَ مَواجِعَ القَمْعِ الطائفي من قِبَلِ الطُغْمةِ المستبدةِ، ومُسْتلهمين فَجَائعَ شُهداءِ العراقِ شيعةً وسنةً، عرباً وَكورداً وَتُركُماناً، وَمن مُكَوِنَاتِ الشَعبِ جَمِيعِها، وَمُستوحِينَ ظُلامةَ اسْتِبَاحَةِ المُدُنِ المُقَدَسةِ وَالجنُوبِ في الانتِفَاضَةِ الشَعْبانيةِ، وَمُكَتوينَ بِلظى شَجَنِ المَقاَبرِ الجَمَاعيةِ وَالأَهْوارِ وَالدِجيلِ وَغيرها، وَمُسْتَنْطِقينَ عَذاباتِ القَمْعِ القَومي في مَجَازرِ حَلَبْجةَ وَبارزانَ وَالأنْفَال وَالكُوردِ الفَيلِيينَ، وَمُسْتَرجِعينَ مَآسِي التُركُمَانِ " ...(أنتهى الاقتباس) عجبي أين شعب آشور من كل هذا ؟؟ يبدو ان هناك مشكلة متجذرة في عقل وروح من شرع ووافق على هكذا ديباجة عرجاء تتكيء على الانجازات التاريخية والحضارية لشعب اشور العظيم صانع امجاد العراق القديم ولكن في نفس الوقت يتنكر له ويدوس على اسمه العريق ويتعداه ليذكر الدخلاء على الوطن ويرمي جانباً بصورة تسقيطية قذرة اصحاب الوطن و اهل الوطن شعب اشور سكان العراق الاصليين ....ويحدثونك عن الديمقراطية !! . |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق