مشروع انشاء برلمان أشـوري

ندعو هنا جميع الآشـوريين بأن يشاركو في مشروع انشاء برلمان آشـور في المنفى. يجب على طالب المشاركه بأن لا يكون له ارتباط بحزب او حركه سياسيه. كما يجب ان يكون مؤمن بانتمائه القومي الأشـوري ايماناً اعمى. و بتراثه و تأريخه و لغته الآشـوريه.

٢٠١١-٠٨-٣٠

قراءة في القضيةالآشورية من ثقب الديمقراطية !!






حتى لا تنسى أجيال آشور المحتلة مذابح الاكراد ضد الاشوريين


في الفكر القومي الآشوري

قراءة في القضيةالآشورية من ثقب الديمقراطية !!


البرت ناصر

15 آب 2001

الآشوريون ... أول شعب ديمقراطي في التاريخ , والديمقراطية أنما من بناة أفكارهم , ومنهم تم تصديرها الى بقية شعوب الأرض بعد أن مارسوها لاكثر من 10000 عام ولم يدركها الغرب الا قبل 300 عام . فالديمقراطية الآشورية كانت في أرقى مراحلها حيث الانتخابات والبرلمان (وتوجد بعض الادلة التي تشير الى أن المجتمعات في سومر قبل التاريخ كانت أصلاً ديمقراطية جوهرياً في تركيبها ) (1),(2) [ فالدولة المنظمة لا بد ان يساهم في ادارتها مجموعة من الناس أو الاشخاص الكفوئين ومثل هذه النخبة عرفت عند الآشوريين " كو برناشوتا" ومعناها الحكم الجماعي أو الحكومة التي يديرها مجموعة من الناس المتعلمين وفق التشريعات والقوانين .... ومنها أخذت الحكومات اللاحقة أنظمة الحكم ليس بالنسبةالى القوانين فحسب وأنما التسميةأيضاً ولهذه الاسباب عرفت الحكومة عند الاغريق (kubepvtis)واللاتينيون cobernaso.وبالانكليزية Government . لاحظ التشابه الكبير في اللفظ مع الكلمة الآشورية .
لقد كان الآشوريون بحق مدرسة لكل شعوب الارض في الوقت الذي كانت البشرية في جهل وهمجية .



انه لمن الجميل ان نتمسك بالديمقراطية , لا لكونها شعارا أوجده الغرب كما يتصور الكثيرون ولا لكونها الورقة الرابحة في يد من يتسول بها في هذا الزمن الرديء!! بل لأننا قد جُبلنا على هذا الاسلوب الحياتي اليومي كجزء أساسي من تربيتنا الاجتماعية مستلهمين أياه من وحي أجدادنا العظام لالاف السنين. لكن ان نربط مصير أمة بكاملها بتعاملنا مع ( الغير ) بالاساليب الديمقراطية وهو الذي لا يفقهها ويصر على عدم الاعتراف بنا لا بل يساهم ( مع سبق الاصرار ) في الاستمرار بأضطهادنا وتشريدنا , فذلك - أعذرونا - أنه قمة الغباء السياسي!! ناهيك عن ذلك , فأن صبر شعبنا على هكذا ضيم وتحمله للظلم لمائة عام وأكثر قد يعبّر ( مع الاسف ) عن حالة سلبية داخل أمتنا.



من خلال ما تقدم سنناقش الموضوع بكل صراحة وموضوعية ومن دون مجاملة أحد على حساب الحق الآشوري وذلك لتسليط الضوء على بعض المفاهيم السياسية التي يتم من خلالها هدرالزمن بلا حساب من عمر الامة , بزج القضية الآشورية في حلقة مفرغة لا تؤدي الاّ الى مواقع مشروطة لن تتحقق شروطها حتى على المدى الأبعد لا علاقة لها بقضيتنا المصيرية وتلكم هي مسألة الديمقراطية في العراق والوطن العربي .



أن الاحاطة التامة بخلفيات بعض العوالق التي لازمت بنية القضية الآشورية أمر لا بد مناقشته من قبل الشعب الآشوري صاحب القضية. فأستمرار مأساة شعبنا لأكثر من 100 عام منذ عام 1900( لضرورات المقال- الكاتب ) وما تلاه من تشكيل الكيان السياسي العراقي عام 1920 أنما يعبر عن وجود قوى معادية مترصدة لنا تحاول دوما أبقاء الوضع السياسي الآشوري كما هو خدمة لمصالح سياسية مركبة سنأتي عليها لاحقاً.



ففي الوقت الذي يصيب أمتنا مأساة تلو الآخرى من أضطهاد وتنكيل وتشريد منظّم يتمشدق البعض بالديمقراطية منساقا الى ذلك أما مدفوعاً أو جهلاً غير مدركاً بالمرة أن العملية ( الديمقراطية ) كلها أنما تعبّر عن مسلكا أو ثغرة للولوج منها لتنفيذ الخطط الستراتيجية المعادية للشعوب, وما العولمة والقطب الواحد الاّ وجوه متعددة لعملة واحدة.



لسنا ضد الديمقراطية ولا العولمة فبالحق انهما من الكارتات الرابحة في هذه الايام!! أنما الذي يعنينا من باب ممارسة فن السياسة هو مدى الاستفادة ولو بالنزر اليسير من اللهاث وراء سراب لن نصل اليه مهما هرولنا لهاثاًً حتى النفس الاخير!! علينا ان نفهم ان مفاتيح الديمقراطية ليست بحوزتنا ولن تكن في يوما ما من نصيبنا بالقدر الذي يعيد لنا ارضنا او حقوقنا المسلوبة!! مفاتيح الديمقراطية الغربية غير مصممة للاشوريين بل لغيرهم وحتى نزولا لمن هم ًفي الدرجات الادنى من سلم التطور الحضاري وتلك حقيقة المناخ السياسي العالمي الذي تسيّره تلك ( الاصابع الخفية!! ), وكل متعاطي بأمورنا السياسية وخاصة بالقضية الاشورية ويتجاهل هذه الحقيقة عن جهل أو عمد فأنه يساهم بشكل فعال في أستمرار اضطهاد الامة من خلال أضاعة زمن ثمين لن يتكرر لما تبقى من عمر أمتنا.



فحينما أندلعت الحربين الكونيتين كان الآشوريون حليفاً يتمتع بمزايا, كغيره من الحلفاء أثناء الحرب , فالحلفاء في قوانين الحرب لهم حقوق وأمتيازات كل حسب طبيعة ظروفه وعلى ذلك الاساس تم تثبيت حقوق كل الحلفاء بعد نهاية الحرب الاّ انه فقط تم سلب حقوق الحليف الآشوري والتي كانت حقوقاً شرعية وليست منةً من أحد!!؟ ياترى من الذي قرر من معسكر الحلفاء بتجريد الآشوريين من حقوقهم المشروعة كحليف مساهم مساهمة فعّالة شهد لها العدو قبل الصديق وعلى سبيل المثال لا الحصر حادثة المظليين الآشوريين الذين قاتلوا ببسالة ضد الالمان معروفة للكثيرين .



يتصور البعض أن ما جرى للاشوريين من خيانة لم تكن مقصودة عمداً ضد الانسان الآشوري بل هي تحصيل حاصل للظروف التي تطلبتها طبيعة الصراعات الدائرة لتحديد المجال الحيوي للقوى المهيمنة والتي تستهدف ألهيمنة على الارض حصراً لتحقيق المديات المحسوبة لمجالها الحيوي الاستراتيجي . ولكن الذي يبدو أنه لم تكن تلك القوى فقط باحثة عن اراض لتوسيع مجالها الحيوي فلو كانت المسألة كذلك لكان حال الآشوريين على أقل تقدير كحال العرب اليوم , أرض ووطن ونظام سياسي تحت الهيمنة الاجنبية . والاّ بماذا يُفسر الفرق لديها لتستعمر شعباً هندياً كان أو عربياً أم آشورياً؟؟ فمصلحتها تكمن في الارض فقط . هنا تتضح معالم المؤامرة حيث تم أستخدام الانسان الاشوري حتى الرمق الاخير, وتم رميه الى الحضيض كشعب زائد لا وطن له لأن القوى المهيمنة أضافة الى تثبيت مجالها الحيوي كان لديها حسابات خاصة وفق تدابير خاصة لتلغي الكيان السياسي الآشوري من خارطة العالم تنفيذا لأمر ما في نفس يعقوب !!



أن التجاوز على الأساس التاريخي لقضيتنا وهي مسألة الحكم الذاتي المشروع والمتفق عليه مع الآشوريين والمعروفة بمشكلة ولاية الموصل قد أفقد وشّوه القيم النضالية الحقيقية التي تشرد الشعب الاشوري من أجلها مما جعل أبناء الشعب أن يحجبوا ثقتهم بأي مجهود سياسي يعيد حقهم المسلوب. وبهذا المعنى فأن كل ما متوفر من قيم سياسية نتيجة الفوضى السياسية المفتعلة من قبل الاحزاب الاشورية لا يرتقي بتاتا الى المستوى المطلوب لحقوقنا السياسية , مما جعل أعداءنا يستسهلون التعامل مع شعبنا على أساس وضاعة ما تنادي به الاحزاب.



أن ما يعانيه الشعب الاشوري اليوم ليس من قبيل الصدف التي أملتها الظروف المرحلية, بل هو تحصيل حاصل لمجمل المخططات التي وضعتها العقول الستراتيجية للقوى المهيمنة على السياسة الدولية والتي يبدو أنها مطمئنة بتحقيق غاياتها حتى ولو بعد 100 عام.

لقد دأبت تلك القوى في التعامل غير المباشر مع الاشوريين من أجل تحطيمهم ودفعهم نحو الهاوية المؤكدة وهو نهج ثابت قد عانى منه الاشوريين لقرون طويلة حيث أصبحوا هدفا سهلاً للسياسات المركبة التي تضرب عدة أهداف بصورة غير مباشرة معتمدة أسلوب النفس الطويل في تحقيق غاياتها فكان حتمياً أن يستمر وضع الاشوريين كما هو ومن سيء الى أسوأ نتيجة الظروف التي خلقتها تلك السياسات وأستقراءاً سريعاً للاحداث التي رافقت قبل وبدايات تشكيل الدولة العراقية الحديثة يتوضح جلياً أسباب ظروفنا الحالية.



أن المؤشر العام لمقياس المستوى الحقيقي الذي وصلته القضية الآشورية يشير الى الانحدار الخطير, وذلك متأتي من طبيعة ما بلورته القوى المعادية لنا على أساس ردود أفعال قياداتنا السياسية . فبعد أن كان الاشوريون يخططون ويناضلون من أجل تأسيس دولة آشور الحرة قبل أكثر من 70 عاماً تراجعوا عن ذلك الهدف ليكون حكماً ذاتياً في الوطن حتى عام 1976 وأستمر التراجع ليكون أندماجاً مسخاً ضمن التواجد الكردي على أراضينا وممتلكاتنا , فأصبحت قضيتنا ومع الاسف جزءاً هامشياً ملحق بالوضع الكردي وبدون أي أعتبار.



لقد حذرنا مراراً من مغبة التعامل مع التواجد الكردي على حساب حقنا السياسي الشرعي في المنطقة , وكشفنا مخاطر اللعبة التي ( تورط ) فيها الاكراد بأفتعال الفوضى السياسية من خلال المعارك التي دارت بين الحزبين الكرديين الرئيسين والتي أدت بصورة مباشرة الى ترك الاشوريين ديارهم وممتلكاتهم مما حدا بالاكراد الاستيلاء عليها بلا وجه حق تنفيذاً لمخطط تفريغ المنطقة من العنصر الآشوري الذي كشفناه لاول مرة في الصحف الاشورية والعربية , وجاءت الاحداث لتؤكد ما حذرنا منه بالرغم من التعتيم على ما يجري ضد شعبنا.



ولم يكن شعار الطائفية الذي ساقته أجهزة النظام العراقي ليقطّع جسد أمتنا الاشورية قد جف حبره بعد ليطلع علينا الاكراد ضمن أجراءات تشكيل ( برلمان الاقليم ) حيث محاولات تمرير المخطط ضد الاشوريين باللعب على أوتار الطائفية والمذهبية بتوزيع كراسي ( البرلمان ) على أساس مذاهب الشعب الآشوري والتي تصدى لها في حينه ( فرنسو الحريري ) وقد كان ما ينقصنا فعلاً على اخر الزمن ان نكون العوبة بيد الاكراد!!

أننا لا نتباكى على كراسي متهرئة يمنحها لنا الاكراد, بل أننا نبكي على شعبنا الذي وصل به الحال بأن يأخذ حقوقا من الاكراد!! فيا لسخرية القدر!!

أن من يريد التعامل مع الاكراد فليتعامل لوحده , لا أن يفرض تعامله كنهج سياسي يشكل أرضية لمفاهيم هجينة لتغيير مفهوم حقوقنا السياسية المشروعة.



أن معظم ما تطالب به أحزابنا لا يرتقي أساساً الى مستوى حقوقنا السياسية بل أنما تعتبر هبوطاً في مستوى التمثيل السياسي لكونها لا تحمل أيمانا حقيقياً بالحق الاشوري كما يجب , وهي محاولات عقيمة في نهاية المطاف يتم أستدراج الاشوريين من خلالها الى مواقع أدنى بكثير مما يتوقعه الاشوريين , مواقع مشروطة بالتعامل مع قضيتنا المصيرية الكبرى من مستويات أدنى دون حساب لما يترتب على ذلك من عواقب وخيمة وتلكم هي علامة الاستفهام الكبرى على هوية الذين فُرضوا على ملف القضية فرضاً خارج عن ارادة الشعب.



هناك أعتقادات خاطئة في التصورات السياسية لمستقبل القضية الاشورية حيث حشر المسألة الاشورية بكبسها عنوّة في ( ثقب ) الديمقراطية الذي يؤدي حتما الى أقحام عوامل خارجية عربية لا تملك قرارها مرتبطة بمراكز قوى عالمية لا علاقة لها ( أي العوامل ) أطلاقاً بمشكلة الشعب الآشوري . أن الديمقراطية كقيمة حضارية متطورة لم تنضج ثمارها بعد في البلاد العربية لاسباب يدركها الانسان العربي نفسه ولا نريد الخوض في تفاصيلها الان .



يمكن ترشيح ثلاث عوامل رئيسة متداخلة لفك رموز ( َكذبة ) شعار الديمقراطية في الوطن العربي مع التأكيد على أن تلك العوامل لا تنتمي الى أرضية المشكلة الآشورية :-



1- الشعب العربي



2- الانظمة السياسية الحاكمة



3- الثروة الاقتصادية للبلاد العربية.





العامل الاول/ الشعب العربي



من منا لا يدرك أنه لا ديمقراطية في الوطن العربي!! أن الشعب العربي المغلوب على أمره لا يتوفر له هذا المكسب الحضاري , وحيث أننا والشعب العربي نعيش في نفس المناخ المشترك سياسيا وأجتماعياً فأننا ندرك تماماً وضعه السياسي ولا جديد في ذلك. فواقعه السياسي المتردي - على سبيل المثال - في العراق قد تم فرضه علينا نحن الاشوريين لاسباب تاريخية وسياسية معروفة ساهم فيها الاستعمار البريطاني بصورة مباشرة. وبالرغم من التعقيدات السياسية والاجتماعية نتيجة ثورة الاشوريين 1933 والتي أعتبرت محاولة لقلب نظام الحكم وذلك هو المستوى السياسي الحقيقي للقضية الاشورية الا ان محاولات دمج الشعب الاشوري في تسمية (العراق) بعد أعلان الجمهورية أيام عبد الكريم قاسم وأعتبار الاشوريين مواطنين عراقيين قد أخمدت روح الثورة في الانسان الاشوري بعد الجرائم والمذابح الجماعية التي قامت بها السلطة العراقية عام 1933 بأدارة وتوجيه مباشر من الانكليز وتُرك الامر الى الزمن ليرسي اسس جديدة لاواصر العلاقة في الوسط الشعبي بين آشوريي (العراق) وعربه بصورة عامة.

لقد كانت العلاقة الاجتماعية مبنية على أسس الاحترام المتبادل بالرغم من الممارسات الهجينة في بعض المناطق صعودا للقيادات ذي الاصول (التركية) وغيرها تلك المتعصبة لمفاهيم (العروبية) التي ساهمت بصورة فعالة في الحاق الاذى والضرر المباشرين بالآشوريين منذ تأسيس كيان العراق الحديث.



ولأن الحكومات هي صاحبة القرارات وواجهة الاوطان , فأن الديمقراطية في البلاد العربية تبقى مجردة من كل معنى ما دامت هذه الحكومات لا تؤمن بها وحيث أن الحكومات هي (مصدر) السلطات وليس الشعب وتلك حالة طبيعية تعوّد عليها الانسان العربي وهي من الاعراف المتفق عليها في مفهوم الانظمة العربية فأن التشبث بالمطلب الديمقراطي في حل القضية الاشورية في العراق أنما يعتبر جر القضية الى متاهات الارتباط الكلي بمشكلة الديمقراطية في الوطن العربي عموماً , وأي ذكاء سياسي في هذا المسلك الذي ينقاد اليه بعض الاشوريين دون حساب لعامل الزمن !! فكم يستلزم العراق والوطن العربي لتتحقق فيهم الديمقراطية حتى يمكننا مناقشة قضيتنا مع الديمقراطيين منهم!!؟؟ ان الاجيال العربية الحالية التي تطالب بالتغيير الديمقراطي لا تقيم وزناً للحقوق السياسية للقوميات غير العربية وحتى تسمية القوميات والاقليات القومية باتت من المحرمات في قواميسهم!! أن من مساويء الثقافة العربية أن تجد عملية التعريب للقوميات غير العربية قبولا واسعا في أوساط بعض المثقفين العرب, وما دام الامر يصب في خدمة تفوق العنصر العربي فأنها وبدون خجل قد أحتضنت السياسات الظالمة للانظمة العربية ضد القوميات الاخرى, وبهذا المعنى تخطو الثقافة العربية نحو اللاديمقراطية في أبشع أشكالها متلبسة صورة التعصب والعنصرية المقيتة.



العامل الثاني/ الانظمة السياسية الحاكمة



من خلال ألقاء نظرة عامة على الخارطة السياسية للشرق الاوسط لوجدنا أن طبيعة النظام السياسي في العراق - كمثال حي - مرتبط أساساً بطبيعة الانظمة العربية الاخرى التي خلقتها ( القوى العالمية ) في تلك المنطقة . فالنظام العراقي ومعه بقية الانظمة السياسية يمثلون سلسلة متكاملة لا وجود لكلمة ( الديمقراطية ) في مفاهيمها السياسية. وكل نظام مرتبط بنسغه الصاعد والنازل بالجذور الاجنبية للقوى التي جاءت به. ,والانظمة أنما هي القيود المفروضة على الشعب العربي ولن تنكسر الا بفعل القوى ذات العلاقة ,وأن حدث العكس دون أرادة تلك القوى فأنها أي ( القوى العالمية ) ستجهض أي حركة ولن تسمح بقيامها لأن ذلك يعتبر في نظر ( القوى العالمية ) تجاوزاً للخط غير المسموح بأجتيازه وهي سياسة الغرب الثابتة مع العرب وتلك من البديهيات السياسية التي يدركها حتى مواطننا البسيط.

أن قيام الديمقراطية في أي بلد عربي أنما هي بمثابة الشرارة لتشعل كل الوطن العربي وبقيامها أنما يشكل ضربة عنيفة للمصالح الاقتصادية الستراتيجية ( للقوى العالمية ) المستفيدة من بقاء الوضع العربي كما هو , فهل يعقل أن تلك القوى تسمح بالديمقراطية الحقيقية ليدق العرب آخر مسمار في نعش المصالح الغربية !!.



العامل الثالث/ الثروة الاقتصادية للبلاد العربية



... فالديمقراطية ومن خلال وعي الشعب العربي لوضعه ستمكنه من أدارة شؤونه بنفسه دون وصاية أحد, وستمكنه من السيطرة على ثرواته الاقتصادية وأستغلالها بما يضمن مصلحته أولاً. أن ذلك يشكل التناقض التام مع مخططات الفكر الاستعماري الغربي الذي يريد أمتصاص الثروات العربية الى يوم يبعثون!!الغرب لا يفهم لغة المصالح المشتركة في علاقته مع العرب وتلك بديهية اقتصادية لسنا بحاجة الى فك لغزها وهي معروفة للقاصي والداني وما ارصدة الاموال العربية بالمليارات الهائلة المهربة والمتداولة في سوق المال الغربي لتساهم في انعاش الاقتصاد الغربي الا دليل قاطع على مفهوم المصالح المشتركة الذي يتعامل الغرب به مع العرب, عدا سرقة الثروة النفطية الهائلة وبأسعار تداول سرية وصلت قبل عام 1993 الى 7 دولار امريكي للبرميل(طن). وبعد هذا نكرر ما ذكرناه سابقا: هل يعقل أن الغرب سيسمح على المدى القريب او البعيد بقيام الديمقراطية في الوطن العربي؟؟ فأستقراءاً لمجريات الامور أنه لمن المؤكد بأنه لن تقوم للديمقراطية قائمة لا في العراق ولا في أي بلد عربي آخر كونها مرتبطة أساساٌ بموافقة (القوى العالمية) وذلك حفاظاً على مصالحها الاقتصادية الستراتيجية التي تشكل احد أهم مصادر الطاقة لشعوبها الحالية وحفاظاً على مستقبل أجيالها القادمة. وكل مطلع على مسيرة العراق الحديث يدرك جيداً أن بريطانيا خرجت من الباب لتدخل من الشباك!!



خاتمة



أن المتاجرة بالقضية الاشورية من خلال شعار الديمقراطية أضحى لعبة مكشوفة للواعين من أبناء شعبنا الاشوري ومهزلة سياسية مفضوحة لا تشّرف القضية الاشورية وهي تدخل الالفية الثالثة خالية الوفاض وقد نفضت عنها وبهمة المتاجرين بها كامل حقوقها السياسية مما جعل كل أبناء الشعب الآشوري في كل أصقاع العالم يواجهون مصيراً مجهولاً وسيساهم في ضياع أجيالنا القادمة تحت وطأة ضغط المجتمعات الغربية في بلدان المنفى ..

نريد من أنساننا الاشوري ان يعي وضعه جيدا وأن يتمعن لما يدور حوله ويستفسر متسائلاً ما الفرق بينه وبين ( شعوب ) لها ( دول ) وأعلام مرفوعة على منصة الامم المتحدة ولا يشكل تعداد نفوسها تعداد احدى العشائر الآشورية في برواري او تياري او تلكيف او القوش او عينكاوة وتسمى دولاً!!

أن عظمة شعب آشور التي تجلّت في حكم العالم لاكثر من 500 عام دفعت اعدائه أن يستثمروا كل جهودهم من أجل ضياعه والغاء أسم آشور من خارطة العالم . وستبقى القضية الاشورية ان لم تحل عار في جبين البشرية وعار على كل من يساهم في ديمومتها .



المصادر



1- بابل تاريخ مصور

تاليف جوآن اوتس

ترجمة سمير عبد الرحيم الجلبي - 1990



2- تواجد الشعب الاشوري في المنطقة الشرق اوسطية واقع بين ارادته وبين لعبة الامم

الاستاذ يوسف ككا - مجلة الاتحاد (خويادا) الاشورية في السويد - 1996
 

٢٠١١-٠٨-٢٥

بعد سقوط نظام صدام , الامم المتحدة وامريكا والعراق يتحملون كامل المسؤولية السياسية والتاريخية تجاه تراب آشور الارض المحتلة من قبل الاكراد



 بعد سقوط نظام صدام , الامم المتحدة وامريكا والعراق يتحملون كامل المسؤولية السياسية والتاريخية تجاه تراب آشور الارض

المحتلة من قبل الاكراد

البرت ناصر

 

قيل وكتب وما يزال , الكثير عن معاناة شعبنا وأمتنا الاشورية في العراق... تربعت الملكيات والجمهوريات على عرش العراق وكلها داست بلا رحمة على حقوق الشعب الاشوري... الشعب الاصلي للعراق قبل أي شعب آخر ... كلهم تحدثوا بالحرية والوطنية والديمقراطية وكلهم نصبوا العداء للاخر فيما بينهم الا أنهم وبقدرة قادر أتفقوا جميعهم منذ تأسيس كيان العراق السياسي الحديث في 1921 على أيذاء الشعب الاشوري بتهميش حقوقه تارة وألغاء وجوده القومي تارة أخرى.. لم يكن لينتهي مسلسل الاجراءات التعسفية بحق الاشوريين في العراق من قبل الحكومات المركزية حتى ظهر الاكراد كسلطة محلية أقليمية داخل العراق بعد سقوط  نظام صدام لتنفذ مجدداً ما بدأت به الحكومات المركزية في بغداد وكأن ما ما كان ينقص الشعب الاشوري هو علة الاكراد في محاولات ألغاء الهوية الاشورية للارض التي عجزت جبابرة التاريخ الهمجي ضد الانسانية من الغاء أسم آشور على كل أرض شمال العراق الحالي .
أن الاتفاقيات الجانبية لنظام الحكم السابق والتي قادها صدام والتي نتجت عنها أتفاقية آذار  لصالح الاكراد 1970 ومنح الحقوق الغير مجدية والمحدودة للتسمية السيئة الصيت ( الناطقين باللغة السريانية) الثقافية والادارية تحت مسميات طائفية دينية ومعاهدة الجزائر عام 1975 وبعدها قرار الحرب مع ايران في 1980 ودخول الكويت 1990 وترسيم منطقة الملاذ الآمن للاكراد 1995  والتي بموجبها رسخت أستحواذ الاكراد بأسم الامم المتحدة والقوى الدولية على ممتلكات الشعب الاشوري في فوضى التيهان حتى سقوط النظام في 2003 ..كل هذه الاتفاقيات والاحداث أعطت اشارات خاطئة في مجرى الصراع الدائر بين حكومة العراق والاكراد والتي أسقطت في حسبانها كل حقوق الشعب الاشوري في ارض آشور شمال العراق وذلك بمنح الاكراد تراب آشور دون وجه حق في غياب القرار الاشوري بتسليم تراب ارضهم التاريخية هبة للاكراد ليحق فيها مقولة "من لا يملك أعطى لمن لا يستحق " . أن السياسة الانفرادية المتبعة في حينها من قبل صدام في فرض سيطرة الدولة على كامل أرض العراق كان لها من المبررات الوطنية التي أستوجبتها الاستحضارات المستقبلية في الدخول في الحرب مع أيران وما تبعها من حرب غير متوقعة من قبل الشعب العراقي بدخول صدام المفاجيء في الكويت والتي كسرت ظهر العراق من قبل التحالف الدولي ال33 الذي قادته أمريكا وبريطانيا ضد العراق.
  بزوال النظام أوقف العراق العمل بكل الاتفاقيات في اول خطوة له في العهد الديمقراطي الجديد وتم الغاء كافة قوانين مجلس قيادة الثورة ولكن لم يتم مسائلة الاكراد في ظل النظام الديمقراطي الجديد كيف لآشور أن تتحول الى كردستان؟ وبأي وثيقة تاريخية  تم تسمية وتحويل تراب ارض آشور الى كردستان؟ .. أية وثيقة طابو آشورية أحال صاحب الملك أرض آشور الى كردستان؟ وفي كل هذا كيف تناقص أعداد الاشوريين في آشور شمال العراق والاسباب التي أدت الى هذا النقصان الرهيب؟ وبأي كيفية وشرعية ازداد عدد الاكراد في العراق والكل يعلم بسبب فتح الحدود الشمالية للعراق ليدخلها الاكراد الايرانيين والاتراك ومن بقية دول العالم والذين ليست جذورهم عراقية أطلاقاً وكل هذا يحدث بالتزامن مع الابادة الجماعية لشعب آشور في العراق.
 أن فرض المسميات الكردية بديلاً للتسميات الاشورية الاصلية من أجل التغيير في تراث وطوبوغرافيا آشور وما سايره من فرض التغيير الانثروبولوجي الذي حدث ضمن حدود الجغرافية السياسية  لآشور وأمتدادها الطبيعي حصراً من شمال العراق الحالي الى جنوب تركيا في حيكاري والابادة الجماعية البشعة التي ساهم بها الاتراك والاكراد لم يكن ليحصل لولا الحقد العنصري المقيت الذي راح  بسببه مليون أنسان آشوري  خلال مئة عام المنصرمة بدون حساب المذابح الكردية على يد مجرمي الابادة البشرية الاكراد من أمثال السفاح بدرخان وغيره في فترة ما بعد 1843.
أن التستر الكردي الواضح خلف المنظمات الدولية الانسانية التي تنادي بحقوق الانسان بضمنها منظمة الامم المتحدة قد تم توظيفه بنجاح في تجيير القرارات الدولية لصالح الاكراد متناسياً عن عمد وموغلاً في أسقاط الحقوق الاشورية في ارض آشور التي يتواجد عليها الاكراد , هذا التواجد الكردي الذي أساسه في أفضل تفسير له أنه أحتلال قسري قد ساهمت الحكومات العراقية بالتتابع في ديمومته  بسبب الحقد العنصري الشوفيني ضد الاشوريين من جانب وبسبب الظروف السياسية للعراق التي ساهم الاكراد في خلقها لاضعاف وحدة العراق الوطنية والسياسية والتي أدت عنجهية وسوء تصرف النظام السابق في التعامل مع الاكراد بان تنتشلهم المنظمات الدولية ودول الحلفاء بكونهم من ضحايا الاضطهاد السياسي للنظام .
الا أن هذا المضطهد (بفتح الهاء) أنقلب ليمارس الاضطهاد ضد سكان العراق الاصليين محاولاً في فترة قصيرة جداً وخلال العشر سنوات الماضية وكأنها مهمة مستعجلة ضمن جدول زمني محدد أن يحقق ما عجز عنه أسلافه من مجرمي الابادة البشرية التي مارسوها ضد الاشوريين كالمجرم بدرخان الذي يتم الاشارة في مناهجهم الى هذا المجرم كبطل قومي وزيادة على ذلك يتبعون نفس السياسات العنصرية القذرة التي مارسها نظام صدام ضد كل من هويته غير عربية وبهذا المنحى وبوجود أجيالنا الاشورية الحالية وأمام أعين المنظمة الدولية الراعية لحقوق الشعوب لا بد من التصادم أن يقع بين لا شرعية أستمرار الاكراد في الاستحواذ على تراب ارض آشور المحتلة من قبلهم وبين الشعب الاشوري صاحب الارض الشرعي لالاف السنين..
أن بوجود الامم المتحدة واعلانها الحرب على لا شرعية الاجراءات المتخذة ضد الشعوب الاصلية من قبل الحكومات لا بد لها ان تنتبه الى وضع الاكراد الغير شرعي في المناطق الاشورية التي تم الاستيلاء عليها ضمن دستور وخارطة ما يسمى ب( أقليم كردستان) الذي لا ولن يعترف به الشعب الاشوري مهما طال الزمن ومهما تداخلت المصالح الدولية في ترسيخ لا شرعية الوجود الكردي على تراب آشور المحتلة.. وكل أتفاق مبرم مع الاكراد بواسطة ما يسمى (الاحزاب والمنظمات الاشورية) في العراق يعتبر باطلاً حيث الفساد وشراء الذمم بالدولارات أصبحت رائحته تزكم الانوف , وندعوا أبناء شعبنا الاشوري بكافة طوائفه بعدم الانجرار والسير خلف عملاء الاكراد.. فالاكثرية الساحقة وعت على حقيقة صفقة البيع والشراء التي يتم ممارستها خلف الكواليس بين أحزابنا العميلة في العراق والبرزاني لمصلحة الاكراد . ومثقفي الشعب الاشوري على علم بما يدور خلف الكواليس من فرض السياسات القذرة والدور المشبوه للاحزاب الاشورية التي تساهم في ترسيخ الدور القيادي للبرزاني للشعب الاشوري تحت تسمية المسيحيين الاكراد تمهيداً لألغاء هويته الاشورية وما يتبعها من ضياع كامل للحقوق القومية التاريخية لشعب حي يرزق ولكن بأسم جديد!!
أنه من الاولى أن تدرك هذه الاحزاب بأنه حتى أن نجحت هذه الاحزاب في أقناع أنصارها من القلة القليلة فهي لا تمثل كل الشعب الاشوري وتطلعاته الشرعية في ارضه فأن هذه القلة مجبرة تحت ظروف الابادة الجماعية المنظمة ضد شعبنا في العراق ومع فهمنا العميق لمعنى تواجد شعبنا في العراق فهذا التواجد  قليل جداً وغير معترف له بتأييده للقرارات التي تخص مصير أكثرية الشعب الذي يقبع خارج العراق أضافة الى كونه يقع تحت رحمة الاضطهاد الكردي وكل توقيع تحت الاضطهاد لا يعتد به ويعتبر مخالفاً للقانون. وعلى مثقفينا وناشطينا أفهام هذه الحقيقة لمنظمات الامم المتحدة لايقاف نزيف هبوط المعنويات والشعور القومي نتيجة فرض القبول بالامر الواقع وسياسة واقع الحال التي تحاول احزابنا طبخها لشعبنا الاشوري.
 شعبنا في العراق على قلته وفي الظروف المذكورة لا يمثل الرأي العام الاشوري الذي أصبح في وعي كامل لما يقوم به الاكراد من كل أشكال الاضطهاد التي تمارسها حكومة الاقليم البرزاني في شمال العراق وعلى تراب آشور المحتلة.
 فعلى منظمة الامم المتحدة والحكومة الامريكية أن ترى وترعى المصالح العليا للشعب الاشوري في العراق بنفس الصورة التي خدمت فيها الاكراد , والشعب الاشوري سوف لن يقف مكتوف الايدي ضد الاجراءات والممارسات التي تستعجل تسليم الشعب الاشوري تابع ذليل للاكراد , ولتسمع وتعي كافة احزاب شعبنا التي تمارس بدورها المشبوه اللهو والتطفل على حساب قضية شعبنا متناسية أرواح الشهداء التي سفكت دمائهم قرباناً على درب حرية آشور وشعبها المظلوم بالكف والتوقف الفوري في الايغال في العمالة ضد الشعب الاشوري وقضيته المصيرية .. أن الشعب الاشوري المتواجد في كل أرجاء العالم مدعو بقوة وبكل أخلاص الانتباه لما يخطط  ضده وضد أجياله القادمة وما عليه الا البدء الفوري في اعلآن الحكومة الاشورية في المنفى على شكل برلمان آشوري يتم انتخابه بالاصول الديمقراطية , الديمقراطية الاشورية الحقيقية التي هي من أبداعات العقل الاشوري الخلاق لاجدادنا العظام قبل أكثر من عشرة الاف سنة... وكما قيل بأن مسافة الالف ميل تبدأ بخطوة , وما على مثقفينا وناشطينا ومعهم ابناء شعبنا الا الاستعداد والتحضير لهذا الحدث العظيم... وليسمع الكارهون بأن الاشوريون قادمون!!


مشهد كردي وتعليق آشوري



آشور كيواركيس
23-08-2011

أنه عارٌ على الحمقى أن يحاولوا إخفاء جروح لم تندمل – الفيلسوف الروماني هوراس

مسؤول "المنظمة الديموقراطية الآشورية" في السويد رافعاً ذلــّــه فوق رأسه


في عزّ العربدة الأميركو - أوروبية تحضيراً للشرق الأوسط الإسلامي الجديد، حيث يتبادل مؤسّسو دول الشرق الأوسط المتخلف الأدوار في خطابات حقوق الإنسان ودعم "الديموقراطية" على الشاكلة العراقية، تتوالى الأحداث والمواقف ضد سوريا تحضيراً للفوضى الخلاقة في الشرق الأوسط الجديد، التي تحدّثت عنها كونداليزا رايس لصحيفة الواشنطن بوست في 09/04/2005، ذلك الشرق الأوسط الذي لن تكتمل بشاعته إلا بسقوط النظام السوري، وحلول مصيبة جديدة على المجموعات الإثنية والدينية الأصيلة، فتاريخ "الفوضى الخلاقة" يعود إلى قبل ولادة كونداليزا حين صنع الإنكليز عراقهم عام 1921 وكان نتيجة ذلك تعريب وتكريد وأسلمة بحق الآشوريين، الشعب الأصيل لما يسمّى اليوم "عراق"، وعقود نفط لبريطانيا، وصراع سني شيعي يستكمل بعد أربعة عشر قرن ...

ورغم صراخ التاريخ وسخرية القدر وقذارة الواقع، لم يتمّ تأسيس "حركة قومية آشورية" حقيقية حتى الآن، بل كل ما لدى الآشوريين حزيبات(1) "واقعية" تجمع جياعاً وعاطلين عن العمل ... خليط من أحزاب غريبة مناهضة للخصوصية القومية الآشورية (الشيوعيين، البعثيين، القوميين السوريين) وخريجي الأحزاب الكردية وما هبّ ودبّ من مارقين ... ومن هذه الحزيبات ما يسمّى بـ"المنظمة الديموقراطية الآشورية" التي أسسها ذلك الخليط عام 1957 في مدينة القامشلي، والتي لا تزال حتى اليوم لا تعترف بقومية ولا بأرض آشورية (2) بل تتبنــّـى الفكر القومي السوري المناهض للخصوصية القومية الآشورية على  أن كل شعوب الشرق الأوسط هم من "شعبنا" (3).

يقول المثل "إن لم تستح فافعل ما شئت" وقد طبقت الحزيبات الآشورية هذا القول بدءاً من دخول أصحاب الشعارات الطنانة والنضال والبطولات الزائفة، مرحلة الجدّ، وبداية ذلك كان سقوط صدام عام 2003 حيث شهدنا محاولة اغتيال الهوية القومية الآشورية وولادة مشروع تكريد سهل نينوى في مسرحية يونادم كنا في تشرين الأول عام 2003 تحت عنوان "المنطقة الإدارية" والذي يتـــّــضح اليوم للبسطاء من خلال اجتماعات أربيل برعاية يونادم كنا والداعية لتأسيس محافظة سهل نينوى التابعة للإحتلال الكردي وفقاً للمادة /35/ من الدستور الكردي.

وفي كل هذه "الإنجازات"، كان لما يسمّى "المنظمة الديموقراطية الآشورية" دور هام في الطرح والمتابعة والتشجيع، ونراها اليوم في نفس موقع الحركة، فهي عضوة في زمرة كردو- إسلامية، تتظاهر بالنضال ضد سياسة تعريب، تطالب بحقوق الأكراد (أرض كردية) وحقوق الأخوان المسلمين (أسلمة غير المسلمين)، وتقوم بإسكات بسطائها بعبارة "الإقرار بالوجود القومي لشعبنا" ... إنها نفس لعبة كنــّـا، مدعومة بنفس الشعار الغبي في المهجر الآشوري : "نضال أحزابنا في أرض الوطن"... ولهذا الشعار قصــّـة طويلة، تلعب بطولتها النوستالجية الآشورية الرعناء في المهجر وقد شرحناها في مقالة سابقة  بعنوان "إشكالية المهجر الآشوري وحزيبات الزمن الرديء".

وقبل أيام – نقولها بكل أسف – أثبتت المنظمة التي تعتبــَـر من "المناضلين في أرض الوطن"، بأن كل كلامنا عن المهجر الآشوري وحزيباته صحيح، حيث نظــّـم نفرٌ من أعضائها مظاهرة بمعيــّـة  الأكراد ضدّ النظام السوري ورفــَـع مسؤولها في السويد علم ما يسمّى "كرxxx" - الكيان المـُـفترَض تأسيسه على أرض آشور غصباً.

من يستطيع تفسير هذه الظاهرة الخطيرة سواء في عمل المؤسسات الآشورية الفاسدة على مدّ نشاطها إلى المهجر الآشوري الحرّ، أو في تصرفات الناشطين الآشوريين الذي يعيشون في حرية المهجر، ويعملون وفقاً لسياسة الحــُـزيبات الآشورية المتعاملة مع "الواقع المرير" الذي يتذرعون به ؟ وما ذريعة المهجر الآشوري حول ذلك خصوصاً أنه يتمتــّـع بكافة العوامل التي تتيح له مناهضة أعداء الأمة الآشورية وفضحها ونشر القضية الآشورية في المنابر الدولية ؟

رغم كون الصورة بسيطة من حيث الألوان والبسمات إلا أنها رمزية تعبـّـر عن ألف كلمة حول الأزمة الأيديولوجية التي تمرّ فيها الأمة الآشورية سواء على صعيد الشعب أو الحزيبات، حيث نرى فيها كتلة من اللحم والعظام على شكل إنسان يعيش في أكثر دول العالم حرية وتطوّراً، رافعاً علماً لوطن مـُـفتـرَض أن يــُـبنى غصباً على أرض أجداده وشهدائه ... والأنكى من ذلك هو أن هذا "الكتلة" عضو قيادة المنظمة الديموقراطية الآشورية، والتي أدّعت على مر العقود بكونها "مدرشتو أومتونيثو" (مدرسة قومية) ...

بهذه الحركة يكون مجدداً هذا الحـُــزيبي وبإسم حــُـزيبه، قد استهزأ بالشهادة الآشورية وكل مقدّسات الفكر القومي الآشوري (لو فهمه)، وليس بالضرورة أن تتم معاقبته بواسطة "الخازوق" بحسب شريعة حمورابي كون الأمة الآشورية تعيش حالة فوضى وليست منظــّـمة حتى الآن بشكل كامل لتقوم بذلك ... ولكن كوننا نعيش في القرن الواحد والعشرين نكتفي بالسؤال : هل ستتعامل المنظمة مع هذا النموذج وفقاً للفكر القومي الآشوري ؟ أم وفقاً لمبادئها ؟ 




1- الحـُـزيب : تصغير "حزب" وهي عبارة بدأ الكاتب باستعمالها للتقليل من قيمة الأحزاب الآشورية الغير عقائدية.

2- المبادئ الأساسية للمنظمة، حيث لن يجد القارئ عبارة "القومية الآشورية" بل "قومية شعبنا" أو "الوجود القومي للشعب الآشوري" وهذا فرق معنوي شاسع مقابل "القومية الآشورية" و"الشعب الآشوري" ووجوده القومي، ومن ناحية الأرض ليس هناك في مبادئ المنظمة "آشور" أو حتى "أرض آشورية" أو "وطن آشوري" ... بل "بيث نهرين" التافهة وهي الوجه الآخر لـ"سوريا الكبرى" التي تمتدّ بين جبال زاغروس ونهر النيل بالمفهوم القومي السوري، الذي يمنع مجرّد التحدّث عن أرض آشورية محددّة جغرافياً ويناهض أي حركة قومية ضمن هذه الجغرافيا.

3- فصل بعنوان "الآثورية والقومية" – من أفكار المنظمة.


٢٠١١-٠٨-٠٤

سميل واشوريو 33










عدنان شمعون2/8/2011


ها هو يوم السابع من اب يطل علينا من جديد ليروي لنا فصول المجزرة الاليمة التي تعرض لها ابناء امتنا الاشورية على يد الجيش العراقي بقيادة بكر صدقي ومباركة الملك غازي وفي عهد حكومة رشيد عالي الكيلاني عام 1933، ففي هذا اليوم نستذكر شهدائنا الابرار ضحايا مذبحة سميل الذين سقطوا برصاص الغدر ليرووا بدمائهم الزكية ارض ابائهم واجدادهم ارض اشور، ونستحضر في هذه الذكرى ماسينا وفواجعنا وما مرت وتمر به امتنا من قتل وتشريد على يد طغاة اباحوا دماء ابناء شعبنا وعاثوا في ارضنا فسادا ودمارا ، وغزاة نهبوا خيراتنا وسلبوا مدننا وقرانا ونكلوا بنا شر تنكيل لا لسبب سوى كوننا اشوريين اصحاب الارض الشرعيين .
وصمة عار تركها بكر صدقي في سجل الجيش العراقي ونقطة سوداء سجلها في تاريخ العراق  لتظل شاهدا على بشاعة من قاموا بهذه الجريمة النكراء .
 ان ما يحز في القلب هو تغاضي مؤسساتنا واحزابنا طوال السنين التي مرت على المجزرة عن حقوق المتضررين منها، فتعويضهم عما لحق بهم من اضرار نفسية ومادية واعادة حقوقهم المسلوبة كاملة هو ضرورة ملحة ومطلب انساني على تلك الاحزاب والمؤسسات ان تتبناه لانصافهم .
 الاثار السلبية التي تركتها تلك  الحادثة ما زالت قائمة الى يومنا هذا ورواياتها المؤلمة شاخصة تتناقلها الاجيال عبر الزمن وان خانتنا ذاكرتنا فذاكرة التاريخ لا تنسى ولا تشيخ .
علينا ان نستوقف هذا العام عند الضحايا والمتضررين من هذه الحادثة الاليمة، ونسأل انفسنا سؤالا كان يطرح نفسه في كل مناسبة لكن بصمت، في اعماقنا كان يتردد صداه من دون ان نعلنه للملئ، واليوم علينا ان نجاهر به امام العالم اجمع وان ننادي به على المنابر، هل سيتم تعويض المتضررين جراء مذبحة سميل ؟
 ان اكثر المتضررين من مذبحة سميل هم اشوريو 33 الذين ساقتهم ايادي المجرمين الى سورية التي احتضنتهم مشكورة بعد ان عانوا قتلا وفتكا ونهبا حيث وصلوا اليها خائري القوى ضعفاء منكسرين فاقدين مقومات الحياة وابسط متطلباتها، فلنعمل جاهدين في هذه الذكرى من اجل المطالبة بفتح ملفات هذه القضية من جديد للتحقيق فيها والكشف عن ملابساتها وكافة المتورطين فيها .
فلتكن الذكرى الثامنة والسبعون لمجزرة سميل بداية عمل نستهلها بالمطالبة بتعويض المتضررين منها وتجريم المسؤولين عنها ومنح الجنسية العراقية لاشوريي 33 المهاجرين والمهجرين لانهم احق بها من الاكراد الذين تجلبهم الاحزاب الكردية المهيمنة على مناطق شمال العراق من تركيا وايران وسورية وتوطنهم في اماكن تواجدنا التاريخية وتمنح لهم الجنسية بدون وجه حق .
 السماح للراغبين من اشوريي 33 بالعودة الى ارض ابائهم على ان يتم استرجاع قراهم وممتلكاتهم التي اغتصبت من قبل الاكراد، لا نريد لهذه المناسبة ان تكون كسابقاتها حبر وورق وقصائد حماسية وخطابات نارية واغاني وطنية تنتهي بنهايتها المهرجانات الشعرية والاحتفالات التأبينية لذكرى الشهداء ليطويها اليوم الذي يليها لتصبح في ذمة النسيان الى ان تحل الذكرى التي تليها وهلم جرا .
نحن لسنا ضد تمجيد الشهداء بالقصائد والاغاني لكننا ضد الروتين والشكليات التي صنعناها لانفسنا وتقوقعنا فيها بينما العالم من حولنا يسير بخطى حثيثة نحو المستقبل، نحن مع العمل الجاد الذي ياتي بنتيجة لا مع الكلام المنمق الذي لا يسمن ولا يشبع من جوع، فعالياتنا يجب ان تتخذ طابعا اخر غير الذي عودتنا عليه احزابنا ومؤسساتنا، فالاقوال لا بد ان تصاحبها اعمالا ترتقي الى مستوى تلك الفعاليات لكسر الجمود الذي اعترى قضيتنا الاشورية، فليكن العمل محور كل فعالياتنا والحق هدفها .

ستبقى ذكرى شهدائنا الذين ذادوا بارواحهم الطاهرة عن قضيتهم حية في ضمائرنا .
ستظل دمائهم الزكية تسقي ارض ابائهم واجدادهم ارض اشور وتشعل جذوة الحياة والبقاء عليها .
من دمائكم نستمد عزيمتنا وقوتنا ومن حقيقة كوننا اصحاب حق سنستمر في نضالنا الى ان تنقشع السحابة السوداء عن سماء امتنا لتشرق شمسنا من جديد .