مشروع انشاء برلمان أشـوري

ندعو هنا جميع الآشـوريين بأن يشاركو في مشروع انشاء برلمان آشـور في المنفى. يجب على طالب المشاركه بأن لا يكون له ارتباط بحزب او حركه سياسيه. كما يجب ان يكون مؤمن بانتمائه القومي الأشـوري ايماناً اعمى. و بتراثه و تأريخه و لغته الآشـوريه.

٢٠١١-٠٩-٢٨

مسيحيو العراق ومؤامرة "سهل نينوى"



الأحد 25 أيلول 2011 9:35 PM
      

المصدر: جريدة النهار


آشور كيواركيس
في السنوات الثماني الاخيرة تم الضغط على الآشوريين ليدخلوا لعبة "العراق الجديد" الذي لم يكن افضل حالاً من عراق صدام، ولا عراق العصور الاسلامية والعثمانية.


يُعتبر الآشوريون اليوم المجموعة الثقافية الأصيلة في ما يـُـعرف بالعراق، وقد تعرّضوا عبر تاريخهم لشتى أنواع الإضطهاد القومي والديني بدءا من سقوط كيانهم السياسي عام 612 ق.م. وهم مسيحيو الديانة ينقسمون إلى طوائف عدة: السريان والكلدان (كاثوليك) والكنيسة الشرقية الآشورية. وكانوا يشكلون حوالي 8% من الشعب العراقي قبل سقوط صدام بينما اليوم تراجعت نسبتهم إلى ما دون3% بسبب الإعتداءات المتكررة وفقا لإستراتيجيات مبنية على الأحقاد القومية والدينية من جهة، والألاعيب الدولية من جهة أخرى، خصوصا بعد سيطرة الاستخبارات الأميركية على حكم العراق (علنا) منذ سقوط صدام حسين حتى اليوم.وفي السنوات الثماني الأخيرة تم الضغط على الآشوريين ليدخلوا لعبة "العراق الجديد" الذي لم يكن أفضل حالا من عراق صدام، ولا عراق العصور الإسلامية والعثمانية. فالشعب الآشوري يعرف جيدا من يفجــّــر كنائسه ويقتل شيبه وشبابه لزرع الخوف في صفوفه وبذلك إجباره على الإنضمام إلى مخطط أكبر منه ومن العراق نفسه، يتمثل بتوسيع كيانات جغرافية مستحدثة على حسابه، تكون مرجــّـحة لميزان القوى في الصراعات، في منطقة كانت عبر تاريخها محط أطماع القوى الغربية منذ أيام ما عرف بـ"طريق الحرير" من أوروبا إلى أقاصي آسيا.وفي هذه اللعبة الكبيرة اليوم، يبرز الآشوريون بدورهم الذي رسم لهم، أي ضحايا وليس لاعبين، ضحايا بين ناري الأسلمة والتكريد، تتبادل الحديث عنهم بعض القنوات الأجنبية العالمية من وقت لآخر لإظهار حالة عدم الرضى على الحكومة العراقية في إطار المساومات الداخلية بين النزعة العنصرية الكردية والعنصرية الإسلامية، حيث نجح ساسة الغرب وإعلامه بإظهار المشكلة على أنها "إضطهاد إسلامي" والحل على أنه "الحماية الكردية". علما أن الأكراد هم الذين نفذوا كل المجازر ضد الأمة الآشورية عبر قرون من تاريخها، ولا تزال أراضي الآشوريين في آشور المحتلة (شمال العراق) مصادرة على أيدي الزعماء الأكراد وبدعم من سلطات الإحتلال الكردي. وليس مشروع ما يسمّى "المحافظة المسيحية" وأحيانا "محافظة سهل نينوى"، إلا نتيجة لتلك السياسة، فالمشروع الكردي في السعي لما يسمّى "كردستان الكبرى" معروف لكل المهتمين بالشأن الشرق  الاوسطي، وما مطالب الأكراد في سوريا اليوم إلا استكمال لهذا المشروع، حيث لا تزال خارطة المشروع الذي يضم أراضي من تركيا وسوريا وإيران والعراق، معلــّــقة فوق رأس البارزاني في مكتبه وكذلك في كل مكاتب الأحزاب الكردية على مرأى الساسة العراقيين.ويواكب ذلك بروز تطوّرات مهمة بسلبيتها في وجه مستقبل الأمة الآشورية، شعبا وثقافة، حيث شاء القدر أن تكون مناطق تواجد الآشوريين وقوتهم، لو وُجـِـدت، العائق الأكبر أمام المخطط الكردي، فمنطقة ما يسمّى "سهل نينوى" تـُـعتبر تاريخيا وديموغرافيا وواقعيا، الوطن التاريخي والقومي للآشوريين والنقطة التي يتجمــّـع فيها الآشوريون بكثافة، أي أنها الأكثر أهلية لأن تكون بداية المشروع القومي الآشوري الذي يمتدّ بين الزاب الكبير ودجلة (المثلــّـث الآشوري) ضمن العراق الواحد وأسوة بغيرهم. لا أكثر، ولكن استراتيجيا – ويا للأسف - تــُــعتبر هذه المنطقة صلة الوصل بين ما يسمّى "كردستان العراق" وما سيسمّى "كردستان سوريا" (في حال أي تغيير للنظام السوري)، وإن كل الساسة العراقيين عموما والساسة الآشوريين خصوصاً على علم بهذا المشروع، وبنيــّــة الأكراد في دفع "الشعب" الآشوري رغما عنه وبالإرهاب، للمطالبة بالحماية الكردية تحت شعار محافظة سهل نينوى الخاضعة للمادة 35 من دستور الإحتلال الكردي والتي تنصّ بدورها على منح الحكم الذاتي (من قبل سلطات الاحتلال الكردي) للآشوريين في المناطق التي يشكلون فيها كثافة سكانية. وبذلك يتجنــّـب الأكراد الصدام مع عرب الموصل كون سكان المنطقة هم أنفسهم يطالبون ولو مُرغمين، بمحافظة مستقلة عن محافظة نينوى، حيث تقع الفأس برأس الآشوريين الذين بدأت سياسة التعريب مجددا بحقهم إذ تتم اليوم مصادرة أراضيهم بآلاف الهكتارات من قبل التيارات العروبية في الموصل كردّة فعل على المشروع الكردي: "المحافظة المسيحية".وما يثير العجب للقاصي والداني هو: عدم وقوع أي اعتداء "إسلامي" على الأكراد الذين دخلوا الكنيسة الإنجيلية، وعدم وقوع أي اعتداء أو عمل إرهابي ضمن مناطق الإحتلال الكردي ضد أي كان. توقف الأعمال الإرهابية ضد الآشوريين بعد تبني ساستهم لمشروع إلحاق أراضيهم بالإحتلال الكردي ورغم صدور القانون رقم 50 الصادر عن مجلس الحكم في 29/09/2003 والذي ينصّ على: "إلغاء كافة القوانين والقرارات والأنظمة والتوجيهات والتعليمات والأوامر الصادرة عن ما يسمى بمجلس قيادة الثورة والجهات الرسمية العراقية الأخرى والصادرة لغرض تغيير الواقع السكاني والسياسي للعراق"، فقد تم تطبيقه بشكل انتقائي حيث أبقى مجلس الحكم على مفاعيل قرار البعث في 11/آذار/1970 القاضي بفصل نوهدرا الآشورية (المكرّدة إلى "دهوك") عن نينوى الآشورية وبذلك لا يزال الآشوريون منقسمين إداريا وسياسيا وديموغرافيا تحت سلطتين متصارعيتين: تكريدية وتعريبية. كما أن مشروع تكريد الوطن الآشوري هو "دستوري" وفقا لتشريعات الدولة العراقية "الديموقراطية" والمادة 143 من دستورها، الذي قرر تسمية آشور بـ "كردستان" (أرض الأكراد) وذلك في غياب أي "تمثيل" آشوري (بل فقط "ممثل") في مؤسسات الدولة العراقية.أمام هذا الواقع، ليس للآشوريين أمل في أحزابهم ولا في الحكومة العراقية كونها لا تقل عداوة لهم عن البعث أو التيارات الكردية، بل أملهم الوحيد يبقى في المهجر الآشوري وبشكل خاص الولايات المتحدة وأوروبا، اللتين تحكمان العراق فعليا وحيث يتواجد الآشوريون بقوّة وكثافة يستطيعون استغلالها لإيصال صوتهم إلى المنابر الدولية، فالواجب الأخلاقي الدولي يقتضي أن تتم معاملة الآشوريين كشعب العراق الأصيل، وذلك وفقا لـ"إعلان الشعوب الأصيلة" الصادر عن الجمعية العمومية للأمم المتحدة بتاريخ 13 أيلول 2007 والذي ينصّ على حق تقرير المصير للشعوب الأصيلة (المادة 3 - 4) حفاظا على كينونتها وثقافتها التي تعد أمانة عالمية.وبذلك، ووفقا للقانون المذكور، يحق للآشوريين (على الأقلّ) بـ"منطقة آمنة" محمية دوليا كما كانت حال الأكراد منذ 1991 لأن الآشوريين لا يثقون بالدولة العراقية، ليكون ذلك الخطوة الأولى نحوَ "إقليم آشور" أيضا أسوة بالأكراد، وطالما أن الدستور العراقي أصبح حبرا على ورق في مخالفة الدولة العراقية للمادة السابعة من دستورها وتأسيسها إقليما عنصريا على أساس قومي تحت إسم "كرد- ستان" (أرض الأكراد).
وقد اختصرت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية المأساة الآشورية بكلمتين في عددها الصادر بتاريخ 24/12/2010 تحت عنوان "عيد الميلاد ومسيحيو العراق"، للمحلل السياسي للصحيفة والمؤرّخ المتخصص في شؤون الشرق الأوسط الدكتور تسيفي بارئيل، الذي ذكر ما حرفيته : "إن الأكراد يرفضون أية منطقة آمنة للمسيحيين لأنهم يريدون ضم المناطق المسيحية إليهم"، ومشروع "المحافظة" سيكون الخطوة الأولى لذلك، ودستوريا، كون الدستور "العراقي" يسمح بانضمام محافظة إلى إقليم. وهذه إشارة واضحة الى انه في حال عدم تدارك المسألة من قبل الآشوريين قبل غيرهم فإن رحلة العذاب الآشورية ستستمرّ باقتطاع اراضيهم ومصادرتها من قبل العرب في ما يعرف بـ"سهل نينوى"، ومن قبل الأكراد ضمن كيانهم المفروض على الآشوريين وغيرهم منذ العام 1991.

٢٠١١-٠٩-٢٧

المواجهة مع الاكراد حتمية ولا بد منها




المادة 13 من أعلان الامم المتحدة: (للشعوب الأصلية الحق في تقرير المصير. وبمقتضى هذا الحق تقرر هذه الشعوب بحرية وضعها السياسي وتسعى بحرية لتحقيق تنميتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية)

..آشوريو اليوم في مواجهة مباشرة مع خطر الانصهار في مجتمعات المهجر التي تعمل كرحى تطحن هويتنا ومجتمعنا وأنتمائنا القومي والتي ستؤدي بنا الى الانقراض في سرعة قياسية غير متوقعة بعد أن قاوم شعبنا همجية الشعوب التي جاورها التي مرت عليه في مسيرة تاريخه الحافلة بالمآسي التي أتسمت بطابع عدم الاستقرار وحملات الابادة الجماعية التي مورست ضده والتي أدت الى نقصان عدد نفوسنا الى الارقام القليلة ذي الاحصاءات المتضاربة . لن نبحث في قائمة الاعذار لتبييض صفحة الاجيال الحالية الباقية على قيد الحياة فلكل زمن رجالاته وظروفه. وبنظرة سريعة للاجيال التي عاصرت احداث 1933 يمكن الحكم وبكل أسف على ما آل اليه وضع شعبنا اليوم .. وفي هذا الصدد نرى انفسنا مرغمين في القول : أنه في قمة القوة العسكرية التي أمتلكها شعبنا ما بين 1933 ولغاية انتهاء الحرب العالمية الثانية وحتى أبان تسريح تلك القوات الاشورية الضاربة (قوات الليفي) وما يمكن أن يقال عنها انها كانت قوة عسكرية ضاربة أدهشت العدو قبل الصديق لم نتمكن من أسترداد حقنا السياسي في تقرير مصيرنا فضاعت ارضنا مع ضياع حقنا السياسي . وها هي الفرصة تسنح لنا وكما يبدو انها فرصة ذهبية وأخيرة بوجود اعلان الامم المتحدة الذي أكد على حق الشعوب الاصلية في تقرير مصيرها وما نطالب به هنا هو بأن يكن لنا ما للاكراد من أمتيازات دستورية بموجب دستور العراق الذي يؤكد على فدرالية العراق ومن هذا المدخل فأن حقنا في أقليم آشور يعتبر حقاً دستورياً مكفول في دستور العراق واعلان الامم المتحدة . أن فكرة أسترداد حقوقنا المغتصبة في العراق ومن الاكراد سوف لن تتم عن طريق السلاح... ففي قمة التفوق العسكري على الجيش العراقي والتركي والاكراد لم نتمكن , أو أضعنا الفرصة , أو لم تسنح لنا الفرصة ( سمها ما شئت)... في زمن القدرات القتالية لم نتمكن من عمل شيء فما بالكم اليوم أمة ممزقة وشعب مشتت وبلا قدرات عسكرية قتالية وفوق كل هذا يعيش شعبنا في العراق مأساة الابادة الجماعية المنظمة أمام أنظار المجتمع الدولي ولا من يحرك ساكناً. أذاً تحت هذه الظروف لم يبق لنا غير المطالبة بحقوقنا بأستخدام الطرق السلمية وما الاصرار عليها ألا من مقومات ديمومة قضيتنا السياسية . أن اعلان الامم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الاصلية الصادر في ايلول 2007 قد سهل وأختصر لنا الكثير من المعوقات التي كانت ستعرقل طرح قضيتنا في غياب مظلة الاعلان. أنها فرصتنا الوحيدة والاخيرة في مواجهة مؤامرة الغاء الوجود القومي الاشوري وبلع قضيتنا السياسية في العراق على يد قادة الاقليم الكردي على تراب اشور المحتلة شمال العراق. أن المواجهة مع الاكراد حتمية ولا بد منها ... أنها مواجهة سلمية بأيصال صوت الحق الاشوري الى المجتمع الدولي ترغم الاكراد في وقف الجشع الكردي في الاستحواذ على الاراضي والممتلكات الاشورية بالاستيلاء القسري والسرقة مستغلين التعاطف الدولي ومن خلال التعتيم الكردي على جرائمهم بحق شعبنا وبمساهمة الاحزاب الاشورية المتخاذلة التي ترسل اشارات خاطئة لاشوريي المهجر من خلال ممارستها هي الاخرى التعتيم عبر الفضائيات الاشورية والمواقع الالكترونية والصحف والمجلات التي يتم تمويلها من قبل زمرة البرزاني أو ما تم أستلامه نقداً من المساعدات الامريكية عند أحتلال العراق. أن محاولة الاكراد في الاحتفاظ بما سرقوه من الشعب الاشوري صاحب الارض الشرعي قد دعاهم لأن يوثقوا ذلك في بداية دستور أقليمهم وهذا دليل قاطع على معرفتهم بأنهم يسرقوننا ويحاولون ضم ما سرقوه الى اقليمهم في عملية ترقين قيد قسري من خلال تثبيت ما جاء في المادة الثانية – فقرة ثالثاً التي كتبها المشرع الكردي السارق كما يلي: ( ثالثاً: لا يجوز تأسيس إقليم جديد داخل حدود إقليم كردستان) !!!! سؤال مطروح لشعبنا الاشوري كي يعي ما يخطط له الاكراد: من الذي يسكن تلك البقاع ولن يحق له تأسيس أقليم داخل الاقليم الكردي غير الشعب الاشوري؟؟ ولماذا تم التأكيد على هذه الفقرة في عجالة بداية مواد الدستور؟؟ أنها الحالة السايكولوجية التي تجعل السارق يحوم كالحارس حول ما سرقه حفاظاً على ما تم سرقته لمعرفته المسبقة أن ما يحتفظ به ليس له وليس من حقه!! هذا الامر يدعونا لمطالعة بداية منطوق المادة الثانية حيث جاء فيها: ( أولاً: كر...ستان العراق كيان جغرافي تاريخي...) وهكذا يحاول المشرع الكردي السارق أن يضفي صفة الشرعية التاريخية لتسمية أقليم غير موجود في صفحات تاريخ تلك المنطقة أيام حكم شعب اشور وأقصى تاريخ للوجود الكردي الغازي لا يتعدى القرن السابع عشر حيث تم أستخدامهم عن طريق الاتراك في المعارك ضد الفرس ومن ثم مساعدتهم في الغزو الهمجي للاراضي الاشورية المستمر الى يومنا هذا. أن المخطط الكردي سائر في خطاه في تكريد الشعب الاشوري والاستيلاء المبرمج على اراضيه بدفعه الى أقصى حالات اليأس ما بين الاهمال المتعمد من قبل الحكومة المركزية في بغداد وصلافة التواجد الكردي المدعوم دولياً . على الشعب الاشوري أيقاف الممارسات المرفوضة التي تقوم بها الاحزاب الاشورية في العراق في أستسهال الموافقة على تمرير الوثائق الخطيرة التي تمس الحق الاشوري في الاراضي التي يقام عليها ما يسمى بالاقليم الكردي .. والاستعجال في تشكيل قيادة موحدة في برلمان يمثل كل أمة آشور في العالم لمسك ملف القضية الاشورية ومنها التفاوض مع الحكومة المركزية في بغداد والاكراد في الشمال في المطالبة بأقليم آشور المرتبط بالسلطة المركزية وغير خاضع لسلطة أقليم الاكراد وأعادة ترسيم حدود الاقليم الكردي حفاظاً على المصالح العليا لشعبنا الاشوري وفق المتطلبات القانونية والشرعية الصادرة في اعلان الامم المتحدة في أيلول 2007 وما علينا الا الاستعجال واستمرار الضغط على حكومة المركز بتطبيق هذا الاعلان الذي يهمنا كخطوة أولى أكثر من أي دستور اخر.



البرت ناصر
2011 أيلول 24




٢٠١١-٠٩-٢٦

بين استمرار الاضطهاد الكردي وأهمال الحكومة المركزية ... منطقة آمنة للآشوريين تحت الحماية الدولية مطلب عاجل





ما هو الرقم الذي يشير اليه العداد لعدد الجرائم التي أقترفت بحق الشعب الاشوري في العراق؟؟ وهل الحكومة المركزية مهتمة لما يحدث للآشوريين؟؟ تفاصيل تنفيذ الجرائم كثيرة كلها تدخل في خانة المشاركة في مؤامرة فرض حالة عدم الاستقرار على شعبنا الاشوري بكل طوائفه خارج أقليم الاكراد لينتهي بهم المطاف الركوع أمام الكردي (السيد الجديد) الذي يتم تحضيره وتأنيقه من قبل بعض القوى التي تعادي تطلعات أمتنا الاشورية. المخطط بات معروفاً وينفذ أمام أعين أحزابنا التي لا حول ولا قوة لها وآمنت بأن دولار واحد في اليد خير من عشرة في حساب لا يملكون مفاتيحه يخص مستقبل الامة .. هكذا يتم جر الاشوريين عنوة تحت مظلة الاكراد بأستغلالهم لغلق ما يسمى ملف المناطق المتنازع عليها حيث المحاولات الكردية الحثيثة في أسكات صوت الحق التاريخي الاشوري في المنطقة الذي يعرقل مخططات الاكراد....هذه الاسباب كلها معروفة لشعبنا المضطهد ( بفتح الهاء) وليست خافية على الحكومة المركزية التي تتعامل هي الاخرى مع الاشوريين بما يضمن حقوقا غير مستحقة للاكراد على حساب الحق التاريخي والطبيعي للآشوريين. أذاً الاهمال المتعمد واضح بتسهيل تنفيذ عمليات الابادة ضمن سياسة الاضطهاد التي باتت مهمة موكلة لمن يعمل لصالح الاكراد بضمنها احزابنا أحزاب الخيبة والذل وبدون أي خجل أو حياء ... ما الذي يجبرنا على قبول كل هذه الاهانة والنظرة الدونية ملؤها الاحتقار والاستصغار لشعبنا في العراق؟؟ ما الذي يدعونا للسكوت على هذا الوضع المزري في سبيل تفضيل خيبة احزابنا على مصلحة شعبنا وقضيتنا الشرعية؟ أنهم يتفننون في نوعية الخدمات أمعاناً في اذلال شعبنا أرضاءاً للعملية السياسية التي ترفضنا أكراما للاكراد على حساب حقنا الشرعي الدستوري الالهي ولا ندري ان بقى هناك صفة اخرى لنطلقها على حقوقنا كي يفهم من صم اذانه .
علينا الحفاظ على وجودنا في حلبة الصراع من اجل البقاء حالنا حال البقية من قوميات العراق التي حصلت على ما تريد بعد نهاية عهد صدام حيث العرب يحكمون البلد ( سنة أم شيعة) والاكراد تم لهم ما ارادوه بل واكثر وحيث أنه لا يبدو ان هناك ما يشير الى أن الاشوريين لهم حصة مساوية لما مشرع في دستور العراق الفدرالي أولاً وما مشرع في أعلان الامم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الاصلية الصادر في 13 أيلول 2007 ثانياً.. لذا سيكون اصرار الاحزاب السياسية الاشورية في العراق على أمتهان وذل كرامة شعب بكامله ترك الوطن مشرداً وبلا عودة مرتقبة في سبيل حفنة مناصب ادارية لا تقدم ولا تؤخر ليعتبر في قمة الغباء السياسي لمن يتغاضى عن المسلك الصحيح الذي يضمنه اعلان الامم المتحدة في أسترداد حقوقنا المسلوبة حلم الشعب الاشوري في حياة حرة كريمة على تراب ارضه التاريخية آشور المحتلة.
أن مسيرة شعبنا في العراق لن تستقيم مع الحق الاشوري كما يجب بوجود حكومة مركزية لا تعير أهمية لقضية الشعب الاشوري لا بل تساهم في الخفاء في تسهيل اندماج الاشوريين في الاقليم الكردي من جهة ومن جهة اخرى وجود التعصب الكردي العنصري الذي راح يضطهد الاشوريين في سبيل تحقيق احلامه في الدولة الكردية التي ترى بعض القوى المعادية في حسابات ومواقف غير شرعية دولياً سهولة صهر الاشوريين في الاقليم الكردي لحسابات مستقبلية محسوبة في عقولهم المريضة التي تستسهل قتل تطلعات شعبنا الانسانية في الحياة الحرة والحفاظ على اجياله من الضياع.
وعليه فأن المطالبة بحماية شعبنا ضمن (منطقة آمنة) تحت الحماية الدولية بات مطلباً لا بديل له فمن حقنا كسكان العراق الاصليين أن نطالب بالحماية الدولية بغية أستثمار حقوقنا التي جاء بها أعلان الامم المتحدة


البرت ناصر
26 أيلول 2011

٢٠١١-٠٩-٢٥

مسيحيــّـو العراق و مؤامرة "سهل نينوى"




آشور كيواركيس

صحيفة "النهار" اللبنانية
25/أيلول/2011


يــُـعتبر الآشوريون اليوم المجموعة الثقافية الأصيلة في ما يـُـعرف بالعراق، وقد تعرّضوا عبر تاريخهم لشتى أنواع الإضطهاد القومي والديني بدءاً من سقوط كيانهم السياسي عام 612 ق.م، وهم مسيحيو الديانة ينقسمون إلى عدة طوائف : السريان والكلدان (كاثوليك) والكنيسة الشرقية الآشورية، وكانوا يشكلون حوالي 08% من الشعب العراقي قبل سقوط صدام بينما اليوم تراجعت نسبتهم إلى ما دون الـ03% بسبب الإعتداءات المتكررة وفقاً لإستراتيجيات مبنية على الأحقاد القومية والدينية من جهة، والألاعيب الدولية من جهة أخرى، خصوصاً بعد سيطرة المخابرات الأميركية على حكم العراق (علناً) منذ سقوط صدام حسين حتى اليوم.

وفي الثماني سنوات الأخيرة تم الضغط على الآشوريين ليدخلوا لعبة "العراق الجديد" الذي لم يكن أفضل حالاً من عراق صدام ولا عراق العصور الإسلامية والعثمانية، فالشعب الآشوري يعرف جيداً من يفجــّــر كنائسه ويقتل شيبه وشبابه لزرع الخوف في صفوفه وبذلك إجباره على الإنضمام إلى مخطط أكبر منه ومن العراق نفسه، يتمثل بتوسيع كيانات جغرافية مستحدثة على حسابه، تكون مرجــّـحة لميزان القوى في الصراعات في منطقة كانت عبر تاريخها محط أطماع القوى الغربية منذ أيام ما عرف بـ"طريق الحرير" من أوروبا إلى أقاصي آسيا.

وفي هذه اللعبة الكبيرة اليوم، يبرز الآشوريون بدورهم الذي رسم لهم، أي ضحايا وليس لاعبين، ضحايا بين ناريّ الأسلمة والتكريد، تتبادل الحديث عنهم بعض القنوات الأجنبية العالمية من وقت لآخر لإظهار حالة عدم الرضى على الحكومة العراقية في إطار المساومات الداخلية بين النزعة العنصرية الكردية والعنصرية الإسلامية، حيث نجح ساسة الغرب وإعلامه بإظهار المشكلة على أنها "إضطهاد إسلامي" والحل على أنه "الحماية الكردية"، علماً أن الأكراد هم الذين نفذوا كافة المجازر ضد الأمة الآشورية عبر قرون من تاريخها، ولا تزال أراضي الآشوريين في آشور المحتلة (شمال العراق) مصادرة على أيدي الزعماء الأكراد وبدعم من سلطات الإحتلال الكردي، وليس مشروع ما يسمّى بـ"المحافظة المسيحية" وأحياناً "محافظة سهل نينوى" *، إلا نتيجة لتلك السياسة، فالمشروع الكردي في السعي لما يسمّى "كرxxxستان الكبرى" معروف لكافة المهتمين بالشأن الشرق – أوسطي، وما مطالب الأكراد في سوريا اليوم إلا استكمالاً لهذا المشروع، حيث لا تزال خارطة المشروع الذي يضم أراضي من تركيا وسوريا وإيران والعراق، معلــّــقة فوق رأس البرزاني في مكتبه وكذلك في كافة مكاتب الأحزاب الكردية على مرأى الساسة العراقيين.

ويواكب ذلك بروز تطوّرات هامة بسلبيتها في وجه مستقبل الأمة الآشورية شعباً وثقافة، حيث شاء القدر أن تكون مناطق تواجد الآشوريين وقوتهم لو وُجـِـدت، العائق الأكبر أمام المخطط الكردي، فمنطقة ما يسمّى "سهل نينوى" تـُـعتبر تاريخياً وديموغرافياً وواقعياً، الوطن التاريخي والقومي للآشوريين والنقطة التي يتجمــّـع فيها الآشوريون بكثافة، أي أنها الأكثر أهلية لأن تكون بداية المشروع القومي الآشوري الذي يمتدّ بين الزاب الكبير ودجلة (المثلــّـث الآشوري) ضمن العراق الواحد وأسوة بغيرهم لا أكثر، ولكن إستراتيجياً – للأسف - تــُــعتبر هذه المنطقة صلة الوصل بين ما يسمّى "كرxxxستان العراق" وما سيسمّى بـ"كرxxxستان سوريا" (في حال أي تغيير للنظام السوري)، وإن كافة الساسة العراقيين عموماً والساسة الآشوريين خصوصاً على علم بهذا المشروع وبنيــّــة الأكراد في دفع "الشعب" الآشوري رغماً عنه وبالإرهاب، للمطالبة بالحماية الكردية تحت شعار محافظة سهل نينوى الخاضعة للمادة /35/ من دستور الإحتلال الكردي والتي تنصّ بدورها على منح الحكم الذاتي (من قبل سلطات الإحتلال الكردي) للآشوريين في المناطق التي يشكلون فيها كثافة سكانية، وبذلك يتجنــّـب الأكراد الصدام مع عرب الموصل كون سكان المنطقة هم أنفسهم يطالبون ولو مُرغمين، بمحافظة مستقلة عن محافظة نينوى، حيث تقع الفأس برأس الآشوريين الذين بدأت سياسة التعريب مجدداً بحقهم حيث تتم اليوم مصادرة أراضيهم بآلاف الهكتارات من قبل التيارات العروبية في الموصل كردّة فعل على المشروع الكردي : "المحافظة المسيحية".

وما يثير العجب للقاصي والداني هو :

- عدم وقوع أي اعتداء "إسلامي" على الأكراد الذين دخلوا الكنيسة الإنجيلية .
- عدم وقوع أي اعتداء أو عمل إرهابي ضمن مناطق الإحتلال الكردي ضد أي كان .
- توقف الأعمال الإرهابية ضد الآشوريين بعد تبني ساستهم لمشروع إلحاق أراضيهم بالإحتلال الكردي .

ورغم صدور القانون رقم /50/ الصادر عن مجلس الحكم في 29/09/2003 والذي ينصّ على: "إلغاء كافة القوانين والقرارات والأنظمة والتوجيهات والتعليمات والأوامر الصادرة عن ما يسمى بمجلس قيادة الثورة والجهات الرسمية العراقية الأخرى والصادرة لغرض تغيير الواقع السكاني والسياسي للعراق"، فقد تم تطبيقه بشكل إنتقائي حيث أبقى مجلس الحكم على مفاعيل قرار البعث في 11/آذار/1970 القاضي بفصل نوهدرا الآشورية (المكرّدة إلى "دهوك") عن نينوى الآشورية وبذلك لا يزال الآشوريون منقسمين إدارياً وسياسياً وديموغرافياً تحت سلطتين متصارعيتين : تكريدية وتعريبية.

كما أن مشروع تكريد الوطن الآشوري هو "دستوري" وفقاً لتشريعات الدولة العراقية "الديموقراطية" والمادة /143/ من دستورها، الذي قرر تسمية آشور بـ "كرxxxستان" (أرض الأكراد) وذلك بغياب أي "تمثيل" آشوري (بل فقط بوجود "ممثل") في مؤسسات الدولة العراقية.

أمام هذا الواقع، ليس للآشوريين أمل في أحزابهم ولا في الحكومة العراقية كونها لا تقل عداوة لهم عن البعث أو التيارات الكردية، بل أملهم الوحيد يبقى في المهجر الآشوري وبشكل خاص الولايات المتحدة وأوروبا، اللذين يحكمان العراق فعلياً وحيث يتواجد الآشوريون بقوّة وكثافة يستطيعون استغلالها لإيصال صوتهم إلى المنابر الدولية، فالواجب الأخلاقي الدولي يقتضي أن تتم معاملة الآشوريين كشعب العراق الأصيل، وذلك وفقاً لـ"إعلان الشعوب الأصيلة" الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ 13/أيلول/2007 والذي ينصّ على حق تقرير المصير للشعوب الأصيلة (المادة /3/ - /4/) حفاظاً على كينونتها وثقافتها التي تعد أمانة عالمية.

وبذلك، ووفقاً للقانون المذكور، يحق للآشوريين (على الأقلّ) بـ"منطقة آمنة" محمية دولياً كما كانت حال الأكراد منذ 1991 لأن الآشوريين لا يثقون بالدولة العراقية خصوصاً أنها مجموعة إسلاميين وأكراد، ليكون ذلك الخطوة الأولى نحوَ "إقليم آشور" أيضا أسوة بالأكراد، وطالما أن الدستور العراقي أصبح حبراً على ورق في مخالفة الدولة العراقية للمادة السابعة من دستورها وتأسيسها إقليماً عنصرياً على أساس قومي تحت إسم "كرxxx- ستان" (أرض الأكراد).

وقد اختصرت صحيفة هآرتس المأساة الآشورية بكلمتين في عددها الصادر بتاريخ 24/12/2010 تحت عنوان "عيد الميلاد ومسيحيو العراق"، للمحلل السياسي للصحيفة والمؤرّخ المختصّ في شؤون الشرق الأوسط الدكتور تسيفي بار-إيل، الذي ذكر ما حرفيته : "إن الأكراد يرفضون أية منطقة آمنة للمسيحيين لأنهم يريدون ضم المناطق المسيحية إليهم"، ومشروع "المحافظة" ستكون الخطوة الأولى لذلك، ودستورياً، كون الدستور "العراقي" يسمح بانضمام محافظة إلى إقليم، وهذه إشارة واضحة بأنه في حال عدم تدارك المسألة من قبل الآشوريين قبل غيرهم فإن رحلة العذاب الآشورية ستستمرّ باقتطاع الأراضي الآشورية ومصادرتها من قبل العرب في ما يعرف بـ"سهل نينوى"، ومن قبل الأكراد ضمن كيانهم المفروض على الآشوريين وغيرهم منذ العام 1991.

مـُــواء الأسود ( مستوحاة من الواقع الآشوري )


آشور كيواركيس
بيروت : 24/أيلول/2011

"إلى حين يصبح للأسود مؤرّخوهم، ستبقى روايات الصيد تمجّد الصياد" ... (مثل إفريقي)

تجنباً لسوء فهم الرواية، وكونها مستوحاة من واقع ما أصبح يسمّى "شعبنا"، نوضح بأننا لا نعني بذكر الحيوانات أية إهانة، بل أنها تمثل تيارات تدّعي بأنها تمثل الشرائح، ولكي لا يساء فهمنا، إننا نؤكد احترامنا لكافة طوائف الشعب الآشوري وكذلك الشعوب الدخيلة على آشور ولكننا نحتقر تياراتها العنصرية التي نتمنى لها دائماً عدم التوفيق وقد حاولنا تجميل الصورة القبيحة لهذه التيارات (آشورية وغيرها) قدر الإمكان بأسلوب الفيلسوف بـَـيدَبا رأس البراهمة، مؤلف قصص "كليلة ودمنة" الحيوانية-الإنسانية، لكي يحبها أطفالنا ويقرأوها ويتعظوا منها، عساهم يبنون جيلاً آشورياً مختلفاً عن هذا الجيل الفاسد.

******

يحكى أن أسداً ولبوة على أبواب العَجـَـز، أضاعا شبلاً صغيراً، فبقي لديهما عدة أشبال غدَر بهم الزمن واصطاد أكثرهم صياد حقير فرضه "الواقع المرير"، حيث تقلــّـص عدد العائلة وضعفت أمام الطبيعة، فلم يكن أمام الأسد الوالد إلا أن استأذن لبوَته ليبحث عن الشبل الضائع منذ زمن بعيد، عسى أن يزيد الأسد الجائع من قوّة عائلته ويوسّع سلطته متنعماً بالمزيد من الفرائس، فغادر عرينه قاطعاً مسافات كبيرة بين الغابات يزأر ولا من مجيب، إلى أن وجد مزرعة حقيرة لأحد الصيادين، تعيش فيها مجموعة من القطط لا تجيد سوى المواء لتقتات من فتات مائدة الصياد.

بينما يقترب الأسد من القطط وجد بينها أسداً شاباً لم يستطـع إخفاء هيبة أجداده على وجهه، لكنه كان ينتظر معها فتات المائدة من صاحب المزرعة التي بناها في غابة الأسود عنوة وبدون إذن أحد، فاقترب أكثر وأكثر، وإذا به يكتشف بحاسة شمــّــه بأن هذا الأسد ليس إلا شبله الضائع، حاول التواصل معه بالزئير فتفاجأ به يموء كباقي القطط التي تربــّـى بينها، فانصدم وعاد أدراجه خائباً يقطع الغابات مواجهاً أخطار الصيادين، حتى وصل إلى عرينه مجدداً حيث جاءته اللبوة المختبئة بين سنابل القمح خوفاً من غدر الصيادين، منتظرة منه كلمة أمل حول إبنها المفقود، فأخبرها الأسد بما رآه بأم عينيه ... لم تصدقه في البداية فذكــّـرها بتاريخ سلالات الأسود قبلهما، حيث إما تمت إبادتها أو تحول الكثير منها إلى قطط، وفي النهاية أقنعها أن شبلهما فعلاً يتصرّف كالقط ، أي أنه قد "تقطقط" !

وبعد محادثات طويلة قررا العمل من أجل لمّ شمل العائلة مهما كلف الأمر، فتوجّها معاً هذه المرة إلى المزرعة المشؤومة التي كانت عبر التاريخ جزءاً من جنة الأسود، إلى أن وصلاها فلم تصدّق اللبوة ما تراه؛ إبنها، أملها الوحيد، غضنفرٌ يموء كالقطط،، فاقترب المخلوقان الجباران وحاولا التواصل معه مجدداً، عسى وجود الأم يزرع القليل من النخوة في قلب شبلها الضــّـال وينقذه من هذا التذلل لفتات صاحب المزرعة، ولكن من دون جدوى ... فالأسد قد "تقطقط" ولا يفهم عليهما، ولا فائدة من محاولة إعادته إلى أسديــّــته رغم أنهما حاولا جاهدَين إفهامه التاريخ والجغرافيا وعلم الأسديــّــات، ولكن الزمن أقوى من كل ذلك، فقد ابتعدّ إبنهما عن المجتمع الأســَــدي من فترة طويلة واختلط بالقطط وتقلــّـد بتقاليدها وتعلم مواءها.

أمام هذا "الواقع المرير" إنصرف الأسد ولبوَته إلى ظل شجرة عتيقة عمرها 6753 سنة، بصقت عليهما من صمغها فيما يتهامسان حول كيفية التقرّب من شبلهما، فصدر عنهما بيان بوجوب التكلم بلغة القطط ليفهم عليهما الإبن الضال، وهذا ما حصل حيث اقتربا مجدداً من القطط وبدآ بالمواء بمهارة لا مثيل لها، حتى فهم الشبل أخيراً ما يرومان إليه.

كان ذلك في بدايات شهر تشرين الأول على أبواب الشتاء الذي لا يبخل بخيراته حين سيـَـكسو الثلج الجبال ويقلّ عدد الصيادين وتنام الدببة وتجوع الغزلان لترعى بنهم وغباء في السهول ... ولم يرد الأسد تضييع هذه الفرصة الذهبية، فجرت مشاورات بينه وبين إبنه بصوت المواء طبعاً، حيث وافق الأخير على مضض وبعد أن لعق الوالدين أقدامه، عــُـقد مؤتمرٌ بحضور القرود والضفادع والجرذان القادمين من غابات بعيدة ليكونوا شهوداً على الإتفاق الذي سيــُــعلــَـن عن المؤتمر ...

إنعقد المؤتمر بعد أيام، وتحديداً بين 21 و23 من تشرين الأوّل، حيث تمت دعوة كافة الحيوانات من وراء الأنهار والجبال، حتى الصياد صاحب المزرعة، العدو اللدود للأسود قد تمت دعوته واعتلى المنبر وتكلم ... وعلى مدى ثلاثة أيام علا النعيق والنهيق والمواء والخوار والفحيح والثغاء والقهقاع والنبيب والزئير والضحك ... وخلال ذلك كان الأسد الضال متمسكاً بأصول القطط من جهة، والأسد والده محتاراً كيف يتقرّب منه ليروّضه ويعلمه الصيد وينال منه المزيد من الفرائس.

بكل ثقة، طلب الشبل من والديه خلال المؤتمر الحيواني أن يتحوّلا إلى قطط لكي يستطيع العيش معهما وكان ذلك محرجاً للوالدين ليس خوفاً على كرامتهما كأسود، بل كونهما سينفضحان أمام الضيوف الذين سيدركون حينها بأن الهدف من "لمّ الشمل" ليس سوى تقرباً من الشبل من أجل مشاركته في صيد الغزلان كونهما عجوزين، خصوصاً أن موسم غباء الغزلان قد اقترب كما ذكرنا، فما كان عليهما إلا الحفاظ على ماء الوجه من جهة، وإرضاء إبنهما والحضور من جهة أخرى، وهنا ما كان عليهما إلا اقتراح تسمية "الأسد-القط" التي ستكون مناسبة لإرضاء الجميع، بما فيها أطماع الوالد بتوسيع سلطته وزيادة الفرائس.

وهكذا ولدت تسمية جديدة لتوحيد الجهود أملاً في مشاركة الأسد الإبن والديه في الصيد، إلا أن ذلك لم يحصل، فالشبل يبقى مقطقطاً ... ولدى مجيء الشتاء بدأ يقفز في الحقول مـُـفشلاً محاولات صيد الأسود للغزلان، مما سبب في جوع الأسدين (الوالدين) حيث أجبرا في النهاية على الإنضمام إلى باقي القطط لإنتظار فتات مائدة الصياد، وبقيَ الشبل ووالديه متحدّين في الذل والخضوع حتى ساءت سمعة سلالات الأسود عبر التاريخ ولم يعد باستطاعة هذه العائلة الشاذة المطالبة بأية حقوق رغم عظمة تاريخها وزئيرها عبره، وكل ذلك طمعاً بالغزلان الشاردة وجشع الأسد ولبوته ... حيث تحوّلت إلى سخرية ........ إلى حين يصبح لسلالات الأسود مؤرّخوهم.


الهوامش :
الأسد واللبوة : نادي يونادم كنــّــا (الحركة) وأعضاؤها
الشبل الضال : الآشوريون الضالــّــون وراء التسميات الطائفية (كلدانية، سريانية، نسطورية ... ألخ)
سلالات الأسود : الأمــّــة الآشورية عبر التاريخ
غابة الأسود : آشور المحتلــّــة
الصياد : التيارات التكريدية والتعريبية والإسلامية
القطط : العرب والأكراد وغيرهم من الدخلاء على آشور
الغزلان : الناخبون الآشوريون من كافة الطوائف
الحيوانات القادمة من غابات بعيدة : آشوريــّـو المهجر الذين حضروا مهرجان يونادم كنــّـا في 21/10/2003 وصفقوا له ثم ندموا

٢٠١١-٠٩-٢٤

رد نيافة الأسقف مار عوديشو أوراهام أسقف كنيسة المشرق الآشورية – أبرشية أوروبا على المقال المنشور في موقع Kaldaya.net



حتى الموتى والمقابر المسيحية المكتشفة في النجف لم يسلم تاريخهم من التحريف في موقع Kaldaya.net
ستوكهولم - 15-09-2011

رد نيافة الأسقف مار عوديشو أوراهام أسقف كنيسة المشرق الآشورية – أبرشية أوروبا 
  على المقال المنشور في موقع  
Kaldaya.net  

كان أمراً مفرحاً ومدهشاً وصادقاً ما اطلعنا عليه في مقالة الأستاذ فاضل رشاد عن العثور على آثار لمقبرة تابعة للمسيحيين القدامى في محافظة النجف والمنشورة في 13\09\2011 تحت عنوان "النجف تحتضن أكبر مقبرة للمسيحيين القدامى في العالم" وتعقيباً على ما ورد في المقالة، يقول الأستاذ  محمد الميالي مدير آثار النجف لجريدة الحياة "التنقيب الذي تم في السنوات السابقة في مدينة النجف كشف عن وجود أكبر مقبرة للمسيحيين في العالم في الفترة ما قبل الإسلام " إنتهى الإقتباس . 
ويؤكد الأستاذ الميالي بأن هذه المقبرة والتي تقدر مساحتها بـ 1416دونم، كان لها امتداد واسع في محافظة النجف يصل الى إمارة المناذرة التي كانت تدين بالعقيدة المسيحية، ومن معالم الإشارة الى كون هذه المقابر تعود الى المسيحية هو وجود الصليب الذي كان يعلوها ويضيف الميالي بأن بعثات التنقيب بدأت أعمالها في ثلاثينيات القرن الماضي، فيقول: "وفي العام 1932 وصلت الى النجف بعثة أثرية ألمانية للتنقيب عن الأديرة والكنائس فاكتشفت عدداً من الكنائس والأديرة تعود لدولة المناذرة " إنتهى الإقتباس . 

وحول الموضوع نفسه (النجف تحتضن أكبر مقبرة للمسيحيين القدامى في العالم)، يذكر الدكتور حيدر سلمان من الجامعة الإسلامية، أن المسيحيين كانوا يدفنون موتاهم من العلماء في الحيرة، ويوضح ان الروايات القديمة تؤكد بأن هند أخت النعمان قد قامت بدفن البطريرك إيشوعياب بطريرك كنيسة المشرق 585م والمعروف بالأرزني ويؤكد على ما ورد أعلاه المرحوم الدكتور يوسف حبي  في كتابه "مجامع كنيسة المشرق" صفحة 349، أن البطريرك إيشوعياب كان قد اضطر الى الهروب الى الحيرة، مملكة النعمان بن المنذر، وفي العام 596م وافته المنية وقد قامت هند الصغرى وهي أخت النعمان بدفنه في دير صغير في قرية قوشي والمعروف باسم دير هند الصغرى .

صلب موضوعنا وتساؤلنا الأساسي :

حين نقرأ في المقالة الأصلية، نلاحظ أولاً ان ما ذكره مدير آثار النجف محمد الميالي الذي قال لـ(الحياة)، وهنا نقتبس كلماته "وفي العام 1932 وصلت الى النجف بعثة أثرية ألمانية للتنقيب عن الأديرة والكنائس فاكتشفت عدداً من الكنائس والأديرة تعود لدولة المناذرة ". إنتهى الإقتباس . ولكن ما يثير الدهشة والتعجب هو ما جاء من الإضافة 
 والتحريف على الموضوع نفسه الذي نشر على الموقع المذكور ، فنقرأ ما يلي:

"وفي العام 1932 وصلت الى النجف بعثة أثرية ألمانية للتنقيب عن الأديرة والكنائس فاكتشفت عدداً من الكنائس والأديرة تعود لدولة المناذرة  التابعة الى الكنيسة الكلدانية" .

أما التحريف الثاني الذي نلاحظه في الموقع ، فيتعلق بما قاله الدكتور حيدر سلمان، حيث يقول الدكتور سلمان "الديانة المسيحية انتشرت في الحيرة، أحد أقضية محافظة النجف في وقت مبكر حيث اعتنق الناس المذهب النسطوري في القرن الخامس الميلادي أي ما يقارب عام 400، وأول ملك اعتنق المسيحية هو النعمان الأكبر سنة 420م وهو المعروف بالسائح الأعور" . إنتهى الإقتباس .

وعندما نعود لقراءة نفس الموضوع في الموقع، الذي نشر مقالة الأستاذ فاضل رشاد والمنشور في جريده الحياة، نقف متعجبين من التحريف علناً في كلمات الدكتور حيدر سلمان، حيث نلاحظ إضافة كلمتين لم يذكرهما الدكتور سلمان، فأصبحت كما يلي: "الديانة المسيحية انتشرت في الحيرة، أحد أقضية محافظة النجف في وقت مبكر حيث اعتنق الناس المذهب النسطوري للكنيسة الكلدانية في القرن الخامس الميلادي أي ما يقارب عام 400م، وأول ملك    أعتنق المسيحية هو النعمان الأكبر سنة 420م وهو المعروف بالسائح الأعور" . إقتباس من موقع كلدايا   
وهنا نتسائل : لماذا التحريف ؟ ومن يحق له أصلاً التحريف والتغيير في المواضيع المقتبسة كما هي الحال في الموقع كلدايا.نت   ؟ فمن خلال معرفتنا في الدراسات الجامعية، وما يمليه علينا المنطق وآداب الكتابة، نعلم ان اقتباس الكلمات والجمل والمقالات والكتابات لغير الكاتب نفسه، تكون أدبياً وقانونياً مصونة ومحمية من كل أشكال التغيير والتحريف، ولا يحق للمرء التلاعب بها .

إننا هنا لا نتحدث كأسقف لكنيسة المشرق (الآشورية )¹، وإنما لغرض التوضيح والمعرفة فهنا نحث كل مؤرخ كنسي ومستشرق صادق، ناهيك عن ديانته ومعتقده، أن يأتينا بإثبات، بأنه وقبل مجمع البطريرك مار طيماثيوس الثاني عام 1318م والذي على أيامه كان العلامة المطران مار عبد يشوع الصوباوي حاضراً في مجمعه، أو قبل عام 1551م هل كان لكنيسة المشرق إسم أو لقب أو تسمية كلدانية ؟ فإن ثبت صحة ذلك، حينها سنكون أول من يعترف بهذه التسمية .

من خلال مطالعتنا لتاريخ كنيسة المشرق ومن خلال معرفتنا المتواضعة، ندرك بأن إسم كنيستنا هو(كنيسة المشرق)، وقد تأسست على أيدي الرسول مار توما أحد الإثني عشر، وأداي أحد التلاميذ السبعين والتلميذين آجاي وماري، وعرفت في الوقت ذاته بأسماء عديدة منها : 

- كنيسة فارس بسبب انتشارها في الإمبراطورية الفارسية . 

- كنيسة الشهداء كونها قدمت أعداداً كبيرة من قوافل الشهداء من البطاركة والأساقفة والكهنة أبان حكم الإمبراطورية الفارسية . 

- في القرن الخامس وفي عهد الجاثاليق مار داديشوع جاثاليق كنيسة المشرق، لقبت كنيستنا بالكنيسة النسطورية، علماً بأن كنيسة المشرق كانت بعيدة عن الأحداث وما دار من خلافات بين نسطورس بطريرك القسطنطينية (إسطنبول الحالية) وقورلس (بطريرك الإسكندرية) أي العام 431م .

من الضروري أن نُعَرِّف القارئ الكريم بأننا حين نذكر بُعد كنيسة المشرق عن أجواء الخلافات بين نسطورس وقورلس، فإننا لا نعني بأن كنيستنا كانت بعيدة في الشركة عن باقي الكنائس المسيحية وكما يذكر الأب المرحوم د. يوسف حبي في كتاب مجامع كنيسة المشرق ص.37 فيقول : "هذا لا يعني أن كنيسة المشرق لم تكن على الشركة الأساس مع الكنائس الأخرى، بل نلقاها على العكس تعترف بالشركة بوضوح، لأن ذلك من صلب الإيمان المسيحي، وتتحين الفرص لإشهارها علناً، وخاصة في مجمع مار إسحق ومار يهبالاها" . إنتهى الإقتباس .

إستنتاج :

بهذا الشكل الذي نراه ونطّلع عليه من تغيير وتحريف في كلام المؤرخين، ومن تغيير وتحريف في تاريخ الكنيسة والذي لاحظناه علناً في موقع كلدايا  نفهم ونستنتج وبطريقة ما يتبين لنا، بأن كتب كنيسة المشرق المستعملة في الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية²، ونعني الكتب الطقسية والعقائدية، والأدبيات والمؤلفات التي تخص عقيدة كنيسة المشرق، قد شملها التحريف بالشكل التالي : حيث أينما وجدت عقيدة كنيسة المشرق والتي تقر بإيمانها بالمسيح في أقنومين وطبيعتين في شخص واحد(خذ برصوبا)، قد حذفت وأيضاً أينما وجدت عبارة "مريم العذراء كوالدة للمسيح الرب والإله"، أبدلت بعبارة "مريم والدة الله" .

واستناداً الى المصادر التاريخية يتبين لنا بأن جميع التحريفات في كتب وطقوس كنيستنا حدثت بعد دخول "المبشرين الغربيين" من الكنيسة الرومانية الكاثوليكية باسم المسيحية الى بلاد ما بين النهرين وبعد العام 1551م، وبالأخص في أوائل القرن التاسع عشر 1830م وما بعده، ونُفِذ أمر التحريف بمساعدة القسم الذي انشق من كنيستنا العريقة.

وأيضاً وكما هو جلي بأن قسم من أبناء هذه الكنيسة العريقة والتي حاولت روما ما بعد 1551م الى كثلكتهم، لم ينشقوا عن كنيسة المشرق الأصيلة ولم يخضعوا كلياً الى الكنيسة الكاثوليكية، ولم يُلقبوا بالكلدان إلا بعد القرن التاسع عشر، أي ما بعد 1830م وعلى سبيل المثال، يروي لنا المرحوم هرمز م. أبونا بأن مدينة نينوى (الموصل) لم يكن يعرف أو يوجد فيها أي مطران كلداني - كاثوليكي قبل سنة 1800م³.

وكذلك نلمس من ما لوحظ وسمع مراراً وتكراراً من مثلث الرحمة البطريرك الراحل مار روفائيل بيداويد بطريرك الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية، حيث قد قال مراراً وتكراراً بأن (جدي كان كاهناً نسطورياً) وهنا نود ان نقدم تحليلاً بسيطاً مبنياً على تاريخ ميلاد البطريرك المرحوم مار روفائيل وهو، إذا كان البطريرك مار روفائيل قد ولد في العام 1922م فهذا يعني بأن والده كان قد ولد في أواخر أو منتصف القرن التاسع عشر أي تقريباً في سنة 1880م أو قبل ذلك بقليل وإذا ركزنا أكثر الى تاريخ ميلاد البطريرك، فإنه يتبين ويُحتمل بأن جده كان قد ولد قبل العام 1830م . 

فإن كنا هنا دقيقين في استنادنا الى كلام مثلث الرحمة البطريرك الراحل مار روفائيل بيداويد بطريرك الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية بأن جده كان "كان كاهناً نسطورياً"، فهذا يثبت غرضنا وتحليلنا من ما قلناه أعلاه بأن أبناء كنيسة المشرق الذين انشقوا وإنضموا الى كنيسة روما الكاثوليكية، لم يعلنوا ولائهم الكامل الى كنيسة روما الكاثوليكية، ولم يُلقبوا بالكلدان إلا بعد القرن التاسع عشر، أي ما بعد 1830م وهذا دليل دامغ على صحة كلام البطريرك المرحوم مار روفائيل الأول بيداويد، ومن المؤسف ان نرى أنه عن طريق هؤلاء "المبشرين الغربيين" الذين دخلوا باسم المسيحية، إنقسم أبناء هذه الكنيسة العريقة والأمة الآشورية . 

أما من الناحية الأخرى فإن أبناء كنيسة المشرق (الآشورية) الأصليين والمرتبطين ليومنا هذا بالكنيسة العريقة أي كنيسة المشرق، كنيسة فارس، كنيسة الشهداء، الكنيسة التي لقبت جوراً وظلماً بالنسطورية، فإنهم لغاية اليوم لا يزالوا يمارسون ذات العقيدة والإيمان الرسولي وبدون أي تغيير أو تأثير غربي خارجي تحت رئاسة أبينا البطريرك قداسة مار دنخا الرابع والجالس على كرسي ساليق وطيسفون والتي ورثوها من رسل المسيح .

أخيراً ومن المنطلق الإيماني والتاريخي، نود ان نقول بأن الإعتراف بالحقيقة هي عظمة، وقول الحق يحرر الإنسان من العبودية الملقاة عليه من الخارج، وكما يقول الرب الإله يسوع المسيح "وتعرفون الحق والحق يحرركم" (يوحنا 8 : 32) .   

أما من المنطلق العلمي والأكاديمي، فإننا لا نعلم هل اطّلع كاتب المقال الأستاذ فاضل رشاد ومدير آثار النجف الأستاذ محمد الميالي والدكتور حيدر سلمان على مقالاتهم التي تم نشرها وتغييرها في موقع كلدايا  ام لا ؟!


1- وفق المجمع السنهادوسي المقدس والمنعقد في بغداد عام 1978، تحت رئاسة أبينا البطريرك قداسة مار دنخا الرابع والجالس على كرسي ساليق وطيسفون، قرر المجمع بالإجماع إضافة كلمة (الآشورية ) الى إسم كنيسة المشرق نظراً لكون غالبية أتباعها من الآشوريين وهنا نورد بعض الأمثلة لبعض الكنائس التي تحمل إسم قومي لها(كنيسة روما الكاثوليكية، الكنيسة اليونانية الأرثذوذكسية، الكنيسة الروسية الأرثذوكسية، الكنيسة الأرمنية الأرثذوكسية، وغيرها من الكنائس التي تحمل الطابع الديني أو القومي كإسم للكنيسة).

2- نعني بالكنيسة الكلدانية الكاثوليكية ان قسم من أبناء كنيستنا (كنيسة المشرق العريقة) الذي انشق عنا وانضم بعد العام 1551م الى كنيسة روما الكاثوليكية وأول تسمية (الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية) نلاحظها في عهد مار يوحنا إيليا هرمز الثامن (1830-1838 ) .

3- صفحات مطوية من تاريخ الكنيسة الكلدانية ص. 141 .

 http://www.almowatennews.com/news.php?action=view&id=26490 رابط الموضوع الأصلي في موقع المواطن

 http://www.kaldaya.net/2011/News/09/Sep13_A3_NajafNews.html رابط الموضوع في موقع كلدايا.نيت

٢٠١١-٠٩-١٩

بعد سقوط نظام صدام .. الامم المتحدة وامريكا والعراق يتحملون كامل المسؤولية السياسية والتاريخية تجاه تراب آشور الارض المحتلة من قبل الاكراد



بعد سقوط نظام صدام ..
الامم المتحدة وامريكا والعراق يتحملون كامل المسؤولية السياسية والتاريخية تجاه تراب آشور الارض المحتلة من قبل الاكراد

كتابات - البرت ناصر

قيل وكتب وما يزال , الكثير عن معاناة شعبنا وأمتنا الاشورية في العراق... تربعت الملكيات والجمهوريات على عرش العراق وكلها داست بلا رحمة على حقوق الشعب الاشوري... الشعب الاصلي للعراق قبل أي شعب آخر ... كلهم تحدثوا بالحرية والوطنية والديمقراطية وكلهم نصبوا العداء للاخر فيما بينهم الا أنهم وبقدرة قادر أتفقوا جميعهم منذ تأسيس كيان العراق السياسي الحديث في 1921 على أيذاء الشعب الاشوري بتهميش حقوقه تارة وألغاء وجوده القومي تارة أخرى.. لم يكن لينتهي مسلسل الاجراءات التعسفية بحق الاشوريين في العراق من قبل الحكومات المركزية حتى ظهر الاكراد كسلطة محلية أقليمية داخل العراق بعد سقوط  نظام صدام لتنفذ مجدداً ما بدأت به الحكومات المركزية في بغداد وكأن ما ما كان ينقص الشعب الاشوري هو علة الاكراد في محاولات ألغاء الهوية الاشورية للارض التي عجزت جبابرة التاريخ الهمجي ضد الانسانية من الغاء أسم آشور على كل أرض شمال العراق الحالي .
أن الاتفاقيات الجانبية لنظام الحكم السابق والتي قادها صدام والتي نتجت عنها أتفاقية آذار  لصالح الاكراد 1970 ومنح الحقوق الغير مجدية والمحدودة للتسمية السيئة الصيت ( الناطقين باللغة السريانية) الثقافية والادارية تحت مسميات طائفية دينية ومعاهدة الجزائر عام 1975 وبعدها قرار الحرب مع ايران في 1980 ودخول الكويت 1990 وترسيم منطقة الملاذ الآمن للاكراد 1995  والتي بموجبها رسخت أستحواذ الاكراد بأسم الامم المتحدة والقوى الدولية على ممتلكات الشعب الاشوري في فوضى التيهان حتى سقوط النظام في 2003 ..كل هذه الاتفاقيات والاحداث أعطت اشارات خاطئة في مجرى الصراع الدائر بين حكومة العراق والاكراد والتي أسقطت في حسبانها كل حقوق الشعب الاشوري في ارض آشور شمال العراق وذلك بمنح الاكراد تراب آشور دون وجه حق في غياب القرار الاشوري بتسليم تراب ارضهم التاريخية هبة للاكراد ليحق فيها مقولة "من لا يملك أعطى لمن لا يستحق " . أن السياسة الانفرادية المتبعة في حينها من قبل صدام في فرض سيطرة الدولة على كامل أرض العراق كان لها من المبررات الوطنية التي أستوجبتها الاستحضارات المستقبلية في الدخول في الحرب مع أيران وما تبعها من حرب غير متوقعة من قبل الشعب العراقي بدخول صدام المفاجيء في الكويت والتي كسرت ظهر العراق من قبل التحالف الدولي ال33 الذي قادته أمريكا وبريطانيا ضد العراق.
  بزوال النظام أوقف العراق العمل بكل الاتفاقيات في اول خطوة له في العهد الديمقراطي الجديد وتم الغاء كافة قوانين مجلس قيادة الثورة ولكن لم يتم مسائلة الاكراد في ظل النظام الديمقراطي الجديد كيف لآشور أن تتحول الى كردستان؟ وبأي وثيقة تاريخية  تم تسمية وتحويل تراب ارض آشور الى كردستان؟ .. أية وثيقة طابو آشورية أحال صاحب الملك أرض آشور الى كردستان؟ وفي كل هذا كيف تناقص أعداد الاشوريين في آشور شمال العراق والاسباب التي أدت الى هذا النقصان الرهيب؟ وبأي كيفية وشرعية ازداد عدد الاكراد في العراق والكل يعلم بسبب فتح الحدود الشمالية للعراق ليدخلها الاكراد الايرانيين والاتراك ومن بقية دول العالم والذين ليست جذورهم عراقية أطلاقاً وكل هذا يحدث بالتزامن مع الابادة الجماعية لشعب آشور في العراق.
 أن فرض المسميات الكردية بديلاً للتسميات الاشورية الاصلية من أجل التغيير في تراث وطوبوغرافيا آشور وما سايره من فرض التغيير الانثروبولوجي الذي حدث ضمن حدود الجغرافية السياسية  لآشور وأمتدادها الطبيعي حصراً من شمال العراق الحالي الى جنوب تركيا في حيكاري والابادة الجماعية البشعة التي ساهم بها الاتراك والاكراد لم يكن ليحصل لولا الحقد العنصري المقيت الذي راح  بسببه مليون أنسان آشوري  خلال مئة عام المنصرمة بدون حساب المذابح الكردية على يد مجرمي الابادة البشرية الاكراد من أمثال السفاح بدرخان وغيره في فترة ما بعد 1843.
أن التستر الكردي الواضح خلف المنظمات الدولية الانسانية التي تنادي بحقوق الانسان بضمنها منظمة الامم المتحدة قد تم توظيفه بنجاح في تجيير القرارات الدولية لصالح الاكراد متناسياً عن عمد وموغلاً في أسقاط الحقوق الاشورية في ارض آشور التي يتواجد عليها الاكراد , هذا التواجد الكردي الذي أساسه في أفضل تفسير له أنه أحتلال قسري قد ساهمت الحكومات العراقية بالتتابع في ديمومته  بسبب الحقد العنصري الشوفيني ضد الاشوريين من جانب وبسبب الظروف السياسية للعراق التي ساهم الاكراد في خلقها لاضعاف وحدة العراق الوطنية والسياسية والتي أدت عنجهية وسوء تصرف النظام السابق في التعامل مع الاكراد بان تنتشلهم المنظمات الدولية ودول الحلفاء بكونهم من ضحايا الاضطهاد السياسي للنظام .
الا أن هذا المضطهد (بفتح الهاء) أنقلب ليمارس الاضطهاد ضد سكان العراق الاصليين محاولاً في فترة قصيرة جداً وخلال العشر سنوات الماضية وكأنها مهمة مستعجلة ضمن جدول زمني محدد أن يحقق ما عجز عنه أسلافه من مجرمي الابادة البشرية التي مارسوها ضد الاشوريين كالمجرم بدرخان الذي يتم الاشارة في مناهجهم الى هذا المجرم كبطل قومي وزيادة على ذلك يتبعون نفس السياسات العنصرية القذرة التي مارسها نظام صدام ضد كل من هويته غير عربية وبهذا المنحى وبوجود أجيالنا الاشورية الحالية وأمام أعين المنظمة الدولية الراعية لحقوق الشعوب لا بد من التصادم أن يقع بين لا شرعية أستمرار الاكراد في الاستحواذ على تراب ارض آشور المحتلة من قبلهم وبين الشعب الاشوري صاحب الارض الشرعي لالاف السنين..
أن بوجود الامم المتحدة واعلانها الحرب على لا شرعية الاجراءات المتخذة ضد الشعوب الاصلية من قبل الحكومات لا بد لها ان تنتبه الى وضع الاكراد الغير شرعي في المناطق الاشورية التي تم الاستيلاء عليها ضمن دستور وخارطة ما يسمى ب( أقليم كردستان) الذي لا ولن يعترف به الشعب الاشوري مهما طال الزمن ومهما تداخلت المصالح الدولية في ترسيخ لا شرعية الوجود الكردي على تراب آشور المحتلة.. وكل أتفاق مبرم مع الاكراد بواسطة ما يسمى (الاحزاب والمنظمات الاشورية) في العراق يعتبر باطلاً حيث الفساد وشراء الذمم بالدولارات أصبحت رائحته تزكم الانوف , وندعوا أبناء شعبنا الاشوري بكافة طوائفه بعدم الانجرار والسير خلف عملاء الاكراد.. فالاكثرية الساحقة وعت على حقيقة صفقة البيع والشراء التي يتم ممارستها خلف الكواليس بين أحزابنا العميلة في العراق والبرزاني لمصلحة الاكراد . ومثقفي الشعب الاشوري على علم بما يدور خلف الكواليس من فرض السياسات القذرة والدور المشبوه للاحزاب الاشورية التي تساهم في ترسيخ الدور القيادي للبرزاني للشعب الاشوري تحت تسمية المسيحيين الاكراد تمهيداً لألغاء هويته الاشورية وما يتبعها من ضياع كامل للحقوق القومية التاريخية لشعب حي يرزق ولكن بأسم جديد!!
أنه من الاولى أن تدرك هذه الاحزاب بأنه حتى أن نجحت هذه الاحزاب في أقناع أنصارها من القلة القليلة فهي لا تمثل كل الشعب الاشوري وتطلعاته الشرعية في ارضه فأن هذه القلة مجبرة تحت ظروف الابادة الجماعية المنظمة ضد شعبنا في العراق ومع فهمنا العميق لمعنى تواجد شعبنا في العراق فهذا التواجد  قليل جداً وغير معترف له بتأييده للقرارات التي تخص مصير أكثرية الشعب الذي يقبع خارج العراق أضافة الى كونه يقع تحت رحمة الاضطهاد الكردي وكل توقيع تحت الاضطهاد لا يعتد به ويعتبر مخالفاً للقانون. وعلى مثقفينا وناشطينا أفهام هذه الحقيقة لمنظمات الامم المتحدة لايقاف نزيف هبوط المعنويات والشعور القومي نتيجة فرض القبول بالامر الواقع وسياسة واقع الحال التي تحاول احزابنا طبخها لشعبنا الاشوري.
 شعبنا في العراق على قلته وفي الظروف المذكورة لا يمثل الرأي العام الاشوري الذي أصبح في وعي كامل لما يقوم به الاكراد من كل أشكال الاضطهاد التي تمارسها حكومة الاقليم البرزاني في شمال العراق وعلى تراب آشور المحتلة.
 فعلى منظمة الامم المتحدة والحكومة الامريكية أن ترى وترعى المصالح العليا للشعب الاشوري في العراق بنفس الصورة التي خدمت فيها الاكراد , والشعب الاشوري سوف لن يقف مكتوف الايدي ضد الاجراءات والممارسات التي تستعجل تسليم الشعب الاشوري تابع ذليل للاكراد , ولتسمع وتعي كافة احزاب شعبنا التي تمارس بدورها المشبوه اللهو والتطفل على حساب قضية شعبنا متناسية أرواح الشهداء التي سفكت دمائهم قرباناً على درب حرية آشور وشعبها المظلوم بالكف والتوقف الفوري في الايغال في العمالة ضد الشعب الاشوري وقضيته المصيرية .. أن الشعب الاشوري المتواجد في كل أرجاء العالم مدعو بقوة وبكل أخلاص الانتباه لما يخطط  ضده وضد أجياله القادمة وما عليه الا البدء الفوري في اعلآن الحكومة الاشورية في المنفى على شكل برلمان آشوري يتم انتخابه بالاصول الديمقراطية , الديمقراطية الاشورية الحقيقية التي هي من أبداعات العقل الاشوري الخلاق لاجدادنا العظام قبل أكثر من عشرة الاف سنة... وكما قيل بأن مسافة الالف ميل تبدأ بخطوة , وما على مثقفينا وناشطينا ومعهم ابناء شعبنا الا الاستعداد والتحضير لهذا الحدث العظيم... وليسمع الكارهون بأن الاشوريون قادمون!!


٢٠١١-٠٩-١٨

شعبنا وقرار الانتخاب بتشكيل حكومة البرلمان




المطلوب من شعبنا الاشوري التركيز على أعتبار قضية شعبنا جزء من أعلان الامم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الاصلية الصادر في 13 أيلول 2007 (الاطلاع على الاعلان على الرابط أسفل المقالة) والذي نص على حقوق تعتبر هائلة قياساً لما متوفر في دستور العراق...العجيب في هذا الامر وخلافاً للوضع الراهن لشعبنا الاشوري في العراق ان كل المتعاملين المتورطين في صفقات البيع والشراء لحقوق شعبنا لا يتفوهون ويطالبون بحقنا المضمون ضمن حقوق الشعوب الاصلية وتحت مظلة الامم المتحدة وهذا واضح من خلال صفقة العار في المطالبة بحقوق رخيصة أرضاء للبرزاني والطلباني تحت معارضة الحكومة المركزية في بغداد... وكل من يطلع على أسباب الرفض المعلن من بغداد سيتصور أن بغداد وبرلمانها ضد الحقوق القومية لشعبنا وكل هذا لا يعنينا بشيء والذي يتم التعامل به باللف والدوران في حلقة مفرغة وهكذا يتم خلط الاوراق لتمرير صفقات تآمرية خلاصتها أنها تساهم في أضاعة الوقت وفي عدم المناقشة والمطالبة بالحقوق السياسية تحت مظلة اعلان الامم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الاصلية.
ليس من مصلحة البرزاني والطلباني أن يتم التعامل مع حق شعبنا الاشوري في العراق من خلال أعلان الامم المتحدة , فالاعلان فيه من الحقوق التي هي بمثابة صفعة قوية لكل التجاوزات التي قام بها الاكراد والحكومات العراقية على حقوقنا القومية والسياسية والادارية في العراق ويقضي الاعلان بما معناه بمطالبة حكومة المركز في بغداد بالمساهمة الفعالة في رصد طاقات الدولة في ترسيخ هذه الحقوق وفي المساهمة في تمويل كافة متطلباتها ورفع التجاوزات القسرية على الاراضي والممتلكات العائدة لنا بما فيه حق التعويض بالمثل أراض أم أموال وبما يقابل حجم وتأثير التجاوز .. وفي حالة تعذر رفع التجاوز يتم التعويض بما يقابله وحتى التعويض لن يتم الا بموافقة الشعب الاشوري سكان العراق الاصليين...ا
لا يمكن في هذه العجالة تلخيص مواد الاعلان الذي يمكن أعتباره رحمة قد حطت على شعبنا المظلوم بعد كل هذه العذابات المريرة التي مرت بفصولها القاسية وما زالت على أبناء شعبنا في العراق حيث المحاولات القذرة في منع شعبنا من تدارك حقوقه ضمن اعلان الامم المتحدة.. نريد من شعبنا ان يعي حجم الحقوق التي نص عليها اعلان الامم المتحدة ليفهم سر التداخلات الحاصلة تارة في طرح موضوع أقليم سهل نينوى الفارغ من محتواه حيث أن معظم محافظاته قد تم سلبها من قبل الاكراد لتدرج ضمن أقليمهم أو مشروع المحافظة المسيحية وكأننا فئة دينية صغيرة تشبه كقصاصة ورق التصقت تحت الحذاء تتبع كل من يدوس عليها!!!!
ليسمع البرلمان العراقي في بغداد..وليسمع البرزاني وحكومة أقليم شمال العراق ومعهما الاحزاب الاشورية المجتمعة في العراق أن كل أتفاق خارج نطاق أعلان الامم المتحدة والحقوق المنصوصة في مواده سيعد باطلاً وكل أجراء قد أتخذ سابقاً خلافاً لمواد الاعلان يعد ملغياً ولا يعتد به وغير معترف به. أن البقية الباقية من شعبنا الاشوري في العراق واحزابه المتواجدة لتمرير صفقة التآمر ضد شعبنا لمصلحة الاكراد لا تمثل قانوناً العدد الاكبر من شعبنا المتواجد خارج الوطن ويعتبر أي توقيع على أية وثيقة من قبل الاحزاب فاقد للشرعية ومخالفة للقانون وبنود اعلان الامم المتحدة وفق المادة 33 - ثانياً والمادة 35 منه .
شعبنا الموزع في المنافي في حالة تشاور مستمرة في أتخاذ قراره بتشكيل حكومة برلمانية منتخبة أصولياً لا تتبع أي تنظيم حزبي أو أداري داخل العراق وخارجه وستتولى شرعياً تمثيل أمة آشور بكل طوائفها وتتولى مسك ملف القضية الاشورية في العراق حسب متطلبات المرحلة الحالية حفاظاً على المصالح العليا لشعبنا الاشوري العظيم. والله الموفق.

البرت ناصر

٢٠١١-٠٩-١٧

أنتخاب قيادة سياسية آشورية عالمية





حالة الإحباط واليأس التي تجتاح الشارع الآشوري هي نتيجة حتمية متوقعة لنظام فكري سياسي دخيل على حياة الشعب الاشوري لم يكن موجوداً أصلاً في مفاصل الحياة السياسية لشعب آشور الديمقراطي على مر الزمن منذ أيام امبراطورية آشور العظيمة... يا أخوان أفهموها الله يخليكم ليس كل ما متوفر حالياً من نتاج الفكر السياسي الغربي في تشكيل الاحزاب معناه يمكن تطبيقه على الهيكل السياسي والاداري لشعبنا صاحب الفكرة الاولى في تأسيس الديمقراطية ونشرها بين أمم العالم القديم الى يومنا هذا ... تشكيل الاحزاب من نتاج الفكر الغربي الذي تتلمذ على أخذ الفكر الاشوري وتشويهه من خلال مفكري الاغريق ومسخه ليلبي متطلبات الرأسمالية والشيوعية... لم تكن في حياة الامبراطورية الاشورية أية أحزاب بل كانت برلمانات مجالس شعبية في كل مكان تتولى تنظيم الامور منتخبة من قبل الشعب وتعمل لمصلحة الشعب... أين هذا من ما متوفر حالياً من فكر الاحزاب وسياساتها التخريبية الانعزالية الانانية التي تحاول فرض نفسها لتستفرد ولا ندري ماذا بقى هناك لتستفرد به غير الخراب الذي زاد خراباً حد الكارثة على يد الاحزاب!! علينا بتوحيد كلمتنا تحت قيادة عالمية منتخبة من قبل الشعب الاشوري المنتشر في الاركان الاربعة للكرة الارضية... هذه القيادة هي فقط المؤهلة شرعياً في مسك ملف القضية الاشورية في العراق وفي سوريا ولبنان وأيران وبقية بلدان العالم... أنتخابات حرة تؤكد أهلية شعب آشور مؤسس مدرسة فكر الديمقراطية الحقيقية التي زرعها في عقل هذا الوجود الانساني وما تمارس الان الا في الدول التي تدعي التحضر والتقدم الان!! الان!! أنتبهوا الى كلمة الان!! يعني بعد أكثر من 10000 عشرة الاف سنة من ممارسة الاشوريون للديمقراطية في ترتيب شؤون حياتهم يخرج علينا المجتمع الغربي في ال300 عام المنصرمة ليتبجح بالديمقراطية ولم يمارسها الا في ال100-150 عام المنصرمة بينما الشعب الاشوري مارسها قبل أكثر من 10000 عشرة الاف سنة واصبحت جزأ متكامل من جيناته البشرية فالاشوري ديمقراطي أجتماعي منذ الولادة... ألا ترون الفرق بين عقلية الانسان الاشوري وبقية الشعوب؟؟ هل قارنتم بين عقليتكم وما متوفر في الشرق الاوسط؟؟ هل لاحظتم وأنتبهتم الى عشقكم للسلم والديمقراطية وتمكنكم من العيش والاندماج في الشعوب التي تدعي الحضارة والتقدم؟؟ نعم هذا هو شعبنا نتاج أجتماعي ديمقراطي لتاريخ يمتد في أعماق التاريخ البشري قد تمت على يديه أسرار تحضير عجينة الديمقراطية وليخرج شعبنا بالصورة التي هو عليها الان شعب متحضر ديمقراطي حد النخاع... وكل ما متوفر من عقلية التحزب لا علاقة لنا بها فليست منا ولنا ولن تخدمنا لانها لا تفقه من الديمقراطية شيئاً.... أنتخاب قيادة سياسية آشورية عالمية هو الحل الوحيد فمن غير الممكن أن يتدبر الحزبي في العراق مصير الاشوري في سوريا أو في أمريكا أو فنزويلا أو الدانمارك وبالعكس...شعبنا مشرد في كل مكان وبحاجة الى حكومة برلمان تدير شؤونه... ا
Albert Nasser
Arabic Forum Moderator/Mentor
Atour.com
البرت ناصر
مشرف المنتدى الآشوري للأخبار والمقالات
باللغة العربية



٢٠١١-٠٩-١٤

دعوة لتشكيل حكومة البرلمان الآشوري








يا أبناء أمة آشور العظيمة في كل مكان
أصحوا على زمانكم وأطلقوا العنان لقدراتكم في تشكيل أول حكومة برلمان تمثلكم في المحافل الدولية..ا
اليوم لات يوم أنتظار .. قولوا كفى لمن يرتزقون على أستمرار مآسينا وضياع حقوقنا وأجيالنا
أن ما آل اليه وضع الآشوريين مشردين في كل أنحاء العالم أضافة الى نكران وجودهم القومي في العراق والتعتيم الاعلامي الدولي على وضعهم يفصح عن نوايا ذات أبعاد سياسية خطيرة قد تطيح بالاشوريين الى الابد
ان مساهمة الحكومة المركزية في بغداد وحكومة الاقليم في شمال العراق المتحالفتان سرياً في تنفيذ السياسات القذرة من خلال ارتباطهما ببعض (القوى) التي تلحق الضرر المباشر على شعبنا المسالم والمظلوم واستمرار وضع الاشوريين على ما هو عليه الآن من سيء الى أسوأ دون وجود سلطة سياسية آشورية متمكنة تجبر تلك القوى على التراجع , سيضع امام شعبنا مسؤولية تاريخية لا بد من تحملها الا وهي البدء الفوري في التخطيط للانتخابات أينما تواجد شعبنا الاشوري بكل طوائفه في العالم لاعلان حكومة البرلمان الآشوري لتنبيه العالم اجمع عن حقيقة واقعنا هذا الواقع المزري للشعب الاشوري الموزع في كل انحاء العالم وبلا أية حقوق سياسية في العراق وطن الاشوريين قبل أي شعب آخر.
أن اكثر من 4 مليون اشوري يتطلعون بلهفة الى اليوم الذي يكون فيه التحدي بمستوى القضية فبعض ( القوى ) المعنية بقضيتنا ومنذ سنين طويلة تلاحق شعبنا مطالبة برأسه حياً أم ميتاً والى ان يعي شعبنا الاشوري حقيقة وضعه ومسؤوليته تجاه اجياله المقبلة سيكون اخر آشوري قد غادر ارض الوطن مشرداً وأن بقى في أرضه فهويته أما مستعرباً أو مستكرداً... وسيؤجل النظر في أمر عودته وهويته الاشورية حتى أشعار اخر.ا
البرت ناصر
مشرف المنتدى الآشوري للأخبار والمقالات
باللغة العربية
Albert Nasser
Arabic Forum Moderator/Mentor
Atour.com

٢٠١١-٠٩-٠٢

الفن والتراث الآشوري


الفن والتراث الآشوري

حرائق نينوى..
  إبراهيم بادل         (نقلاً عن مجلة “أثرا”)
في السيمفونية الآشورية والقيثارة البابلية
    
* الموسيقى والإنسان:ولدت الموسيقى مع ولادة أول إنسان وسترافقه في جميع مراحل حياته من المهد إلى اللحد إن لم نقل في السماء أيضا حيث أجواق الملائكة تسبح وتمجد الخالق من الأزل وإلى الأبد بأنغامها وأناشيدها الساحرة(1)  فالموسيقى وحدها على أنواعها كغريزة تعبر عن شعور الإنسان الباطني والظاهري, عن إيمانه ورجائه, عن أفراحه وسعادته, عن أوجاعه وأحزانه. كما أن غناء الأم وهدهدتها من شأنها تهدئة رضيعها عن بكائه ويكون سبب انشراحه.
يرجع كتاب العهد القديم أصل الموسيقى إلى يابال أحد أحفاد قائين بن آدم إذ يقول: (فولدت عادة يابال وهو أبو ساكني الخيام ورعاة المواشي. واسم أخيه يوبال وهو أبو كل عازف بالكنارة والمزمار) (2)
لقد عاصر ميلاد الموسيقى عند السومريين في بلاد ما بين النهرين (مهد الحضارة والرقي, مولد الدين السومري, فهي قديمة بقدمه وشاركته في أداء طقوسه التي يمثل الغناء فيها ركنا جوهريا. فمنذ قرابة العام 3000 ق.م  نجد موسيقاريين يقودون فرقا للإنشاد في معبد (ننجرسو) الكبير وغيره. ولم يستعمل الإنسان البدائي الموسيقى في الطقوس الدينية فحسب.. بل في مختلف الاحتفالات وفي رقصات المناسبات وثمة نقوشا ومشاهد كثيرة بينها الرعاة الماشية وهم ينفخون في المزمار ويعزفون في الطنبور ومن حولهم قطعانهم وكلاببهم هادئة مصغية. ويعيد العلامة (هــ . م . ميللر) نشأة الموسيقى إلى مصادر بدائية كقرع الطبول والنداء المنغم – كما: الراوي الآشورية.. والتي لا يزال صداها باقيا يتردد بيننا حتى اليوم – وهما أقدم وسائل الاتصال بين الناس.. ثم الترنيمات التي تصاحب حركة عمل الإنسان ومنابع انفعالاته وإحساسه الفكري.
*  حرائق نينوى:الملحمة الموسيقية الآشورية(3)  والتي تتكون من أربع مقاطع . يصف فيها المقطع الأول.. عظمة الإمبراطورية الآشورية ويستعرض جيشها النظامي. والمقطع الثاني.. الذي يرمز إلى تآمر وتكالب قوى الأعداء لأضعاف هذه الإمبراطورية ويستعرض المقطع الثالث في هذه (السيمفونية الملحمية) المعارك الطاحنة التي دارت رحاها بين الجيش الآشوري وجيوش الأعداء المتحالفة. والمقطع الرابع الذي يتجسد فيه الدمار والخراب, ويغلب عليه طابع الحزن والأسى لما حل بنينوى من حرائق.
وفي رأي المشتغلين بالموسيقى.. إن هذه السيمفونية هي أعظم وأكمل عمل موسيقي ملحمي وجد حتى اليوم. وقد عزفته الكثير من الفرق الموسيقية العالمية الكبيرة. وفي أكثر من مناسبة خلال العقد والنصف الأخيرين من القرن العشرين. وأوائل العقد الأول من القرن الواحد والعشرين. والجدير بالذكر أن هذه المقطوعة هي من تأليف موسيقي آشوري من القرن السابع قبل الميلاد عثر عليها مدونة على رقم طينية بين خرائب نينوى.
*  القيثارة البابلية – الكلدانية:تعتبر القيثارة إحدى أقدم آلات النغم الموسيقية (ذوي أوتار) اشتهرت منذ القدم لدى شعوب كثيرة وقد استعملها سكان بلاد ما بين النهرين قبل غيرهم. عثر على أكثر من قيثارة في بابل وفي أور الكلدانيين وفي بلاد آشور, واقتبسها عنهم سائر الشعوب كبقية الآلات الموسيقية القديمة العهد. الصورة تمثل إحدى القيثارات الشهيرة ذات أحد عشر وترا وجدت في قبر الملكة (بو – آبي) في مدينة أور ويعود تاريخها إلى عام 2700 ق . م. ولا تزال المتاحف العالمية الكبرى تحتفظ بنماذج من هذه القيثارات كالمتحف العراقي – ولا نعرف الآن إن كانت قد بقيت فيه بعد الخراب والدمار الذي لحق به بفعل الحرب الأمريكية الإسرائيلية الإنكليزية الظالمة على العراق – والمتحف البريطاني ومتحف اللوفر ومتحف شيكاغو وفيلادلفيا وغيرها…
وهي (أي القيثارة) مطعمة بالصدف والذهب وصندوقها الرنان مصنوع من الخشب المصقول والموشح بأحجار كريمة والفسيفساء من لازورد وصدف. كما أنها مزينة برأس ثور ذو لحية من ذهب وعيناه مرصعتان باللؤلؤ واللازورد سميت بالقيثارة البابلية – الكلدانية ربما لأن أقدم أثر للآلات الموسيقية من نوع القيثارة وجد في ( تلو) في جنوبي بابل . ثم في أور الكلدانيين. أما رأس الثور الذي نجده في مقدمة هذه القيثارات فأنه يرمز إلى القوة والخصوبة التي كانت منذ الألف السابع ق . م. أعظم الأعياد على اعتبارها عملا من الأعمال الإلهية . ولهذا السبب كان السومريون يتخذون من الثور رمزا مرتبطا بالإله (آبو) إله الخصوبة والنبات.
*  الآلات الموسيقية الإيقاعية لدى سكان بلاد ما بين النهرين:كانت الآلات الذاتية الصوت تستعمل كثيرا في بلاد ما بين النهرين.. منها:
أ-  العصي الإيقاعية: وتتكون من عصاتين عريضتين ملويتين بإمكان المرء أن يمسكها بين يديه فيضرب الواحدة بالأخرى فترسل تصفيفا إيقاعيا.
ب –  المصفقات: وهي عبارة عن قطعتين على هيئة قدمي رجل تقرع الواحدة بالأخرى فتخرج صوتا موسيقيا . كما يشاهد في خاتم من (أور) محفوظ في متحف جامعة فيلادلفيا يعود تاريخه إلى عام 2600 ق . م. نقشت عليه صورة حيوان صغير يقوم باستعمالها.
جـ – الشخاليل: وهي على هيئة صنجة صغيرة مرتبطة بآلة معدنية تعطي صوتا عند هزها من مقبضها.
د –  الأجراس الصغيرة: كانت الراقصات يعلقنها في عنقهن لضبط الإيقاع كما أنها كانت تستعمل في المناسبات والطقوس الدينية أيضا.
هـ –  الصنوج: والصنوج نوعان. صنوج التصويت وصنوج الهاتف(4).  فالنوع الأول هو عبارة عن قطع صغيرة مستديرة من النحاس تستعملها الراقصات. والنوع الثاني هو من الصنوج المعهودة وهي صفيحتان مستديرتان من النحاس إذا ضربت أحدها بالأخرى رنت (5).
و –  الصلاصل: وردت مصورة على قطعة مطعمة بالصدف من (أور) قرابة 2500 ق. م وهي آلة معدنية شبيهة بملقط يحمل في ساقيه نوعا من الصنوج المتحركة تخرج صوتا موسيقيا إيقاعيا عند اهتزاز الآلة وارتطام الصنوج ببعضها.
ز – الجلاجل: وهي عبارة عن تماثيل على شكل دمى صغيرة من الفخار المجفف كانت تملأ بالحصى بغية هدهدة الأطفال وملاطفتهم. وكانت تصنع من الذهب أيضا وتعلق على أذيال رداءرئيس الكهنة عند دخوله قدس الأقداس وخروجه منه لتعطي صوتا موسيقيا.
*  الآلات الذاتية الصوت:1- الدف: آلة طرب يطلق عليه اسم (طبل اليد) وهو عبارة عن قطعة من الجلد الرقيق مشدود إلى إطار من الخشب شدا محكما قويا بحيث إذا ما اتقن توقيع ضرب اليد عليه, على نغم خاص.. أعطى صوتا موسيقيا وكثيرا ما تعلق في أطراف الإطار الخشبي أجراس صغيرة زيادة في الإيقاع . وكان الدف يستعمل كثيرا في الحفلات فتقوم النساء بالضرب عليه مصطحبات به الغناء فيرقص الراقصون على أنغامه وكانت تستخدمه المحترفات والماهرات من كاهنات المعابد في بلاد ما بين النهرين. ويستعمل الدف مع غيره من الالات الموسيقية لمرافقة الجوقات في ترانيمها. (ثم أخذت مريم النبية أخت هارون الدف في يدها وخرجت النساء كلهن وراءها بدفوف ورقص)(6).
2- الطبل: كان السومريون يستعملون أنواعا مختلفة من الطبول بأشكال وهيئات وأحجام متعددة متفاوتة . يعدد العالم الموسيقي(زاكس) اثني عشر نوعا من الطبول وذلك لوجود اثني عشر اسما لها في اللغة السومرية.
نجد في متحف اللوفر (طبلة) يعود تاريخها إلى سنة 2400 ق.م وأخرى في متحف استنبول ترجع إلى عام 2900 ق.م ثمَّ تنوعت الطبول فيما بعد في النقوش البابلية – الكلدانية والآشورية بين كبيرة وصغيرة تمسك باليد أو تحمل رأسية أو أفقية معلقة بحزام يلتف حول وسط العازف. وكانت الطبول تصاحب العزف على الناي والبوق وكانت لها قدسية خاصة. وكان أجدادنا القدامى يدقون الطبول لإثارة الحزن والنواح على القمر المختفي أيام الخسوف الكلي, نظرا لعبادتهم (للإله القمر) ومكانته المقدسة عندهم. وما تزال هذه العادة جارية في معظم القرى والأرياف في بلاد ما بين النهرين.
*  الآلات الوترية:لقد امتاز أهل بلاد ما بين النهرين بالآلات الوترية وهم الذين اخترعوها وتفننوا بتنويعها. العود.. آلة للطرب وجدت منذ القدم وعرفتها شعوب شرقية كثيرة ولا تزال تستعمل إلى اليوم. وكان العود يستعمل في مناسبات عديدة. ويذكر كتاب العهد القديم أن مخترعه يوبال ابن لامك . وتمتاز العيدان الأولى المصورة في النقوش التي ترجع إلى 2350 – 2150 ق. م. بصغر صندوقها وطول رقبتها. ويرجح ( زاكس) أنها مشتقة من القوس الموسيقي السومري.
ولم يكن العود أقل انتشارا من الكنارة والقيثارة . ويشتمل على عدد من الأوتار المشدودة على صندوق رنان مثل الكنارة ترتبط بالعنق من فوق. وتعفق الأوتار بأصابع اليد الواحدة لكي تعطي النغم فيما تغمز اليد الأخرى فوق الصندوق الصوتي . وتبدو عازفات القيثارة في تصاويرهن وقورات يغطين أجسادهن من العنق حتى القدم . أما عازفو العود فيبدون في بعض الأحيان عراة ملتحين أو بتصفيفات شعر مجدولة بصحبة بعض الحيوانات. وقد كانت الأعواد خفيفة وسهلة الحمل . ويختلف عدد أوتار العود بين نوع وآخر (4, 7, 8, 10) أوتار. وانتشر استعمال العود أيضا عند اليهود فاستعملوه في طقوس عبادة الله وفي مناسبات الفرح والأعياد (7) (خذوا نشيدا وهاتوا دفا وكنارة مطربة مع عود) (8)  ونقل اليهود أعوادهم معهم عند سبيهم إلى بابل في (بلاد مابين النهرين) وعلقوها على أشجار الصفصاف على ضفاف نهر الفرات قرب بابل(9).
*  الكنـــارة:إحدى أقدم آلات الطرب ولا تختلف عن القيثارة إلا القليل, بل غالبا ما يطلق الموسيقاريون نفس الاسم على الآلتين معا. والكلمة في العهد القديم تعني القيثارة. وقد اكتشفت في المقبرة الملكية في (أور) الكلدانيين وهي من اختراعهم وتتكون من صندوق صوتي ذي إطار غير منتظم الأضلاع تتراوح عدد أوتارها ما بين ثمانية وأحد عشر وترا وهي كأوتار القيثارة وتثبت مباشرة في جسم الثور وهي مصنوعة من أمعائه وتغمز بالأنامل لا بريشة الغمز. أما المادة التي صنعت منها الكنارات والقيثارات السومرية فقد سميت ضمن نشيد سومري ملغز يروي كيف هبطت انانا إلى العالم السفلي:
(يا والد انانا لا تدع ابنتك تموت في العالم السفلي. ولا تدع معدنك النفيس يكسوه التراب في العالم السفلي. لا تدع لازاوردك الجميل يقع تحت ضربات أزميل البناء . ولا تدع مالك من خشب البقس النادر يقع تحت رحمة عدة النجار. لا تدع انانا الفتية تنتهي إلى الموت في العالم السفلي. ويقال بأن هذه الكلمات كانت تشير إلى الكنارة نفسها, تلك الآلة الموسيقية التي كانت تصاحب ترتيل هذه القصص.
يذكر بولس الرسول في رسالته إلى أهل قورنثيه يقول: (بل الجمادات التي تصوت مزمارا كانت أو كنارة إن لم تبد فرقا بين الأصوات فكيف يعرف ما زمر أو عزف به) (10)   ولم يهمل سفر الرؤيا بدوره ذكر الكنارة حيث يقول: (وسمعت صوتا كصوت مياه عزيرة وكصوت رعد قاصف. والصوت الذي سمعته هو صوت عازفين بالكنارة يعزفون بكناراتهم) (11).
*  أنواع القيثارة:هناك نوعان مهمان للقيثارة في بلاد ما بين النهرين, وهي (القيثارة السومرية والبابلية – الكلدانية) بفروع متعددة اكتشفت في المقبرة الملكية في أور الكلدانيين.
أ- القيثارة المنحنية: وتتشكل من قوس يشبه نصف دائرة يصل بين طرفيه ضلع مستقيم لها أوتار رأسيه اشتقت صورتها عن القوس الموسيقية القديمة واتخذت الوصفة نفسها عند العزف. ونجد نموذجا من القيثارة المنحنية – الرأسية الأوتار – في متحف شيكاغو يعود إلى عام 2700 ق.م  وآخر بمتحف جامعة فيلادلفيا.  كما نجد نقشين آخرين للقيثارة المنحنية – الأفقية الأوتار – في متحف اللوفر يعود الأول إلى سنة 3000 ق.م, والثاني إلى سنة 2000 ق.م  وأخرى مشابهة مطعمة بالأصداف محفوظة في المتحف البريطاني. ويعتقد العالم الموسيقي (زاكس) أن مس كل عازف لوترين مختلفين من الأوتار التي يمسها الآخرون لم يأت عفوا في رسم يتميز بالواقعية لذلك إن اختيار الأوتار الخامس والثامن والعاشر والخامس عشر والثامن عشر للعزف جاء نتيجة ضبطها وفق السلم الموسيقي الخماسي الأنغام.
ب – القيثارة المثلثة: وتتكون من ثلاثة أضلاع. الضلعان الرئيسان يحلان محل القوس المنحني يضمان بينهما زاوية عند استدارة القوس. ثم الضلع الثالث الرأسي الذي يصل بين طرفي الضلعين الرئيسين. وتثبت الأوتار في كلا النوعين رأسية أو أفقية ويعزف عليها بمسها بالأصابع أو بريشة الغمز. ويبدو إن ريشة الغمز كانت تستعمل مع الأوتار الأفقية لسهولة تحريكها باليد من أعلى إلى أسفل أو من أسفل إلى أعلى . وكانت الأنغام الموسيقية تؤدى أثناء ذبيحة الحيوانات وأثناء أداء طقوس القرابين. بواسطة أزواج من القيثارات الأفقية كما ورد في سفر المزامير. (فأدخل إلى مذبح الله إلى إله فرحي وابتهاجي واعترف بالقيثارة لك يا الله إلهي) (12) .
*  الآلات المنغمة:ترك لنا الفن في بلاد ما بين النهرين شهادات مهمة بشكل أشعار ملحمية كملحمة كلكامش. أو بشكل أناشيد تمجد الآلهة والملوك العظام مرفقة بأنغام بعض آلات النفخ الموسيقية المصنوعة من الأنابيب كالمصفار, والبوق, والنفير.
أ- المصفار – الناي: استعمل السومريون الناي واسمه بالسومرية (جي – جيد)  أي القصبة, خلال الألف الثالث ق. م كما ورد منقوشا على أحد أختام الملك السومري (كوديا). إن (انلوليم) راعي المعز كان يشترك في طقوس الإله ننجرسو ويعزف على المصفار ليدخل السرور على بلاد (اينينو).
وقد استعمل شعب بلاد ما بين النهرين المزمار المزدوج ذا الانبوبتين المتصلتين. كالمزمار المزدوج المصنوع من الفضة والمحفوظ بمتحف جامعة فيلادلفيا. اكتشفت في مقبرة (أور) ويرجع تاريخه إلى عام 2500 ق.م يحمل في كل انبوبة من الانبوبتين ثقوب.
ب – القرن: وهو إحدى آلات النفخ الهوائية استعمل عام 2400 ق.م فقد عثر في مدينة ماري على تمثال من الحجر لرجلين متجاورين وبيد كل منهما قرن. ونجد نوعين لها, الأول ذا انبوبة مستقيمة والثاني له انبوبة منحنية . وتذكر الوثائق أن من بين الهدايا التي قدمها الملك  (توشرانا) إلى (امنحتب) الرابع ملك مصر حوالي عام 1400 ق.م أربعين بوقا مغشاة بالذهب وبعضها موشى بالأحجار الكريمة. منها سبعة عشر بوقا مصنوعة من قرون الثيران.
ج – النفير: نجد آلات النفير في نقوش آشورية تمثل عملية نقل تمثال (الثور المجنح) حيث يقف جنود في أعلى التمثال وهم يعزفون بالنفير. والظاهر بأن عملية النفخ بالنفير كانت صعبة مثل عملية نقل التمثال.
*  سكان بلاد ما بين النهرين اخترعوا نظاما موسيقيا متطورا في أور وبابل:يجمع علماء التاريخ على أن بلاد سومر وبابل والتي عرفت باسم (بلاد الكلدانيين) كانت مهد الحضارة وفيها بدأ التاريخ وإن شعبها اخترع العدد والطب وعلم الفلك.. وفيها أيضا بدأت الموسيقى وسلمها ونظامها المتطور. كان تعليم الموسيقى إلزاميا في معظم مدارس سومر وبابل . وكل تلميذ يرفض هذا التعليم كان يعد متخلفا. وكانت هناك أيضا مدارس ملحقة بالمعابد كمعبد (شمش) ( وانليل).
*  فن الغناء والرقص في بابل وآشور:إن الغناء والرقص فن عرفه الإنسان ومارسه في بلاد ما بين النهرين منذ العصور السحيقة وذلك للتعبير عن عواطفه وسعادته وأحزانه وأفراحه,ولأداء الإكرام لمعبوداته وللترفيه عن نفسه وأصدقائه ومحيطه. حتى أنه أصبح الغناء والرقص فرضا دخل معظم الطقوس لدى مختلف الأديان. وفي حضارة بلاد ما بين النهرين نجد المغنين والراقصات والنشاط الموسيقي الديني والدنيوي مثل خطاب لشمش اداد (1803 – 1781 ق.م)  إلى ابنه يقترح ارسال بنات (ياهدون – ليم) إلى القصر في ( شوباط – انليل) كي يتعلمن الغناء (13). هذا كان ربما لأهداف دينية لتدريب كاهنات الهيكل أو دنيوية لتمرين سيدات المجتمع..  وكان الرقص يحتل بدوره مكانة كبيرة خلال الحفلات الموسيقية في تلك العصور السحيقة حيث نجد نقوشا عديدة اكتشفت مؤخرا ترتقي إلى عام 3000 ق.م  وتبرز مجموعات من النساء في زي راقصات. كما نشأت فئة من المغنيين والعازفين المحترفين وطورت الآلات الموسيقية وفنون الغناء والرقص على إيقاعها . وخلال مجتمعات العصر البرونزي ساد غناء الأساطير التقليدية للآلهة والأبطال والملاحم يصاحبه العزف على الآلات الوترية . وكان تأثير حضارة شعب بلاد ما بين النهرين على يهود المنفى كبيرا من هذه الجهة أيضا. (ولما عاد عزرا إلى القدس من السبي البابلي صحب معه مائتين من المغنيات والمغنين) (14).
*  الآشوريون.. أول من شكلوا الفرق الموسيقية العسكرية (15):
اهتم الآشوريون في عصورهم المبكرة بالموسيقى خاصة في عصر فجر السلالات بدلالة الآلات الموسيقية المختلفة التي عثر عليها المنقبون وكذلك مشاهد الطرب والرقص المماثلة على كثير من الأختام الأسطوانية التي تعود لهذه الفترة. وقد أدرك الآشوريون ما كان للموسيقى من أثر في معنويات المقاتلين, لذا استخدموها في إثارة الحماس في نفوس الجنود أثناء المسيرة وإبان حلهم في المعسكرات في بلادهم. ويعتقد أن الآشوريون هم أول من شكلوا الفرق الموسيقية العسكرية التي تضم مجموعة من العازفين على الآلات, في حين كان قبل ذلك مقتصر على الحفلات الغنائية والرقص. وكثيرا ما نشاهد أيضا صورا تنكرية لرجال يشتركون في العزف أثناء الاحتفال بالانتصارات التي حققها آشور ناصر بال  (1050 – 1032) قبل الميلاد وتغلت بلاصر الثالث (744 – 727) قبل الميلاد, وآشور بانبيال (668 – 626) قبل الميلاد.
ومن المحتمل أن هذه الصور كانت على شكل ملابس تنكرية, وقد صور في إحداها جندي مع شخص آخر يرتدي كل منهما قبعة ذات ريش في حفل بمناسبة دخول آشور بانبيال مدينة ( مليكا ) وكانت الموسيقى تصاحب سير الحوادث وأنباء الحملات العسكرية عند عودة الملك منتصرا حيث تجري احتفالات بهذه المناسبة في العاصمة الآشورية يحضرها الملك بنفسه, ويتضح من كل ذلك أن الآشوريين قد جندوا الموسيقى في خدمة أغراضهم العسكرية شأنها في ذلك شأن أي مرفق آخر في حياتهم ويعرف نافخ المزمار عند الآشوريين بـ (زمارو), وأما العازف على القيثارة أي المغني فيسمى (نارو), ويسمى كبير الموسيقيين   بـ (رب زماري). وأهم الآلات الموسيقية التي كانت مستخدمة هي : الطبل المدور الكبير الذي كان معروفا في عصور فجر السلالات . أما في العهود الآشورية فقد وجدت مشاهد صور عليها الطبل.. يعود أقدمها إلى آشور ناصر بال الثاني (883 – 859) قبل الميلاد وأحدثها إلى زمن آشور بانيبال.
ويشاهد في منحوتة تؤرخ إلى زمن سنحاريب عثر عليها في نينوى, عدد من الجند وخلفهم ثلاثة أشخاص كل منهم يحمل بيده جسما مربع الشكل, ويتدلى في نهايته السفلى شريط بهيئة قوس, ويظن أن هذا الجسم كان دفا مربعا بدلالة وجود نطاق يستعمله العازف لتعليقه أو حمله, وجندي رابع يحمل بيديه صنجين يدويين لكل منهما قبضة طويلة وهذه الصنوج استخدمت بكثرة في الموسيقى العسكرية لدى الآشوريين(20).
*  بابل عاصمة الموسيقى والطرب في بلاد ما بين النهرين:إن تأثير حضارة بلاد ما بين النهرين على اليهود حقيقة ظاهرة وخاصة بالنسبة للمطلعين على تاريخ (التوراة) فلا عجب إذا كانوا المثقفين منهم (كالملك داود) وغيرهم قد استفادوا من الموسيقى البابلية, لأن في (أور)  اكتشفت أولى القيثارات وكان داود النبي عازفا ماهرا عليها. (وكان إذا اعترى شاؤول الروح من لدن الله يأخذ داود الكنارة ويضرب بيده فيستريح شاؤول وينتعش وينصرف الروح الشرير عنه) (16). ويظهر هذا التأثير أكثر بعد العودة من السبي والدور الذي لعبته الموسيقى في حياتهم.
(وتكلم داود مع رؤساء اللاويين أن يقيموا اخوتهم مغنين على آلات الغناء على العيدان والكنارات والصنوج مسمعين لرفع الصوت بالفرح. وقسم داود المغنين والموسيقيين إلى أربع وعشرين فرقة) (17).
وكان اليهود علاوة على الموسيقى قد اقتبسوا الرقص في الاحتفالات الدينية من البابليين – الكلدان وجعلوه جزءا من احتفالاتهم الدينية . حتى إن داود النبي نفسه رقص أمام تابوت العهد (18).  وكانوا يصحبون مع الترانيم معزف على آلات الغناء والرقص (19).  وإن سفر الرؤيا الناقم على بابل يعترف ضمنا بأنها عاصمة الموسيقى والطرب, إذ يقول حاقدا: (وصوت الضاربين بالقيثارة والمغنين والمزمرين والنافخين بالبوق لن يسمع فيك من بعد) (20).
سفر الرؤيا والحقد اليهودي الأزلي على الآشوريين:أما اليوم وبعد / 2594 / عام لا زال الحقد (اليهودي الإسرائيلي الصهيوني ) الدفين يؤجج النار في صدورهم, تلك النار التي لا يخمد سعيرها ولا ينطفئ لهيبها, ولا زال آتون اوارها مشتعلا باستمرار على الشعب الآشوري صاحب أرض بلاد ما بين النهرين منذ أن قام الملك (نبوخذ نصر – 589 ق.م) بالقضاء على تمرد اليهود وعمل على سبيهم وإخضاعهم لسلطانه مدة نصف قرن من الزمن.
حيث نقرأ اليوم في أنباء وردت عبر البريد الالكتروني (إلى المصدر)(21) مفاده: أن دائرة آثار بابل قدمت احتجاجا رسميا ومذكرة اعتراض على ما تقوم به فرقة مشاة البحرية الأميركية من أعمال في منطقة بابل الأثرية حيث أنشأت هذه الفرقة مطارا وثكنة عسكرية على مساحة / 15 / كم مربع تقع فيها منازل ودور ملوك وقادة بابل, ومنهم الملك  الشهير (نبوخذ نصر) حيث دمرت – البلدزورات – الأميركية وجرفت هذه الدور لإنشاء مطار فوقها . وقد كتب على هذه البلدزورات الأميركية عبارة تفصح عن كل الحقد والبغض والكره الدفين في قلوبهم, وحب الانتقام الذي يملأ نفوسهم: (اليوم ينتقم اليهود مما فعلت بهم يا نبوخذ نصر)!.
   إبراهيم بادل
———————
* المراجع :
1-  ( من أوراق تقويم سنوي قديم )
2- (2, 4, 5, 6, 7, 8, 9, 10, 11, 12)  إصحاحات وأعداد من كتاب العهد القديم
3  (جريدة  بهرا – الضياء)
13-  ايفا شترومنيغر: (ماري) تعريب قاسم طوير
14- منشورات المديرية العامة للآثار والمتاحف – دمشق – 1983
15- ثقافية جريدة ( بهرا – الضياء) العدد 230 – كانون الثاني   2004  ( خليل خضر العراقي )
( 14, 16, 17, 18, 19, 20 )  إصحاحات وأعداد من كتاب العهد القديم .
21 – الاتجاه الآخر – العدد 185 – ص: 3 – تاريخ  4 / 9 / 2004