مشروع انشاء برلمان أشـوري

ندعو هنا جميع الآشـوريين بأن يشاركو في مشروع انشاء برلمان آشـور في المنفى. يجب على طالب المشاركه بأن لا يكون له ارتباط بحزب او حركه سياسيه. كما يجب ان يكون مؤمن بانتمائه القومي الأشـوري ايماناً اعمى. و بتراثه و تأريخه و لغته الآشـوريه.

٢٠١١-٠٩-٢٨

مسيحيو العراق ومؤامرة "سهل نينوى"



الأحد 25 أيلول 2011 9:35 PM
      

المصدر: جريدة النهار


آشور كيواركيس
في السنوات الثماني الاخيرة تم الضغط على الآشوريين ليدخلوا لعبة "العراق الجديد" الذي لم يكن افضل حالاً من عراق صدام، ولا عراق العصور الاسلامية والعثمانية.


يُعتبر الآشوريون اليوم المجموعة الثقافية الأصيلة في ما يـُـعرف بالعراق، وقد تعرّضوا عبر تاريخهم لشتى أنواع الإضطهاد القومي والديني بدءا من سقوط كيانهم السياسي عام 612 ق.م. وهم مسيحيو الديانة ينقسمون إلى طوائف عدة: السريان والكلدان (كاثوليك) والكنيسة الشرقية الآشورية. وكانوا يشكلون حوالي 8% من الشعب العراقي قبل سقوط صدام بينما اليوم تراجعت نسبتهم إلى ما دون3% بسبب الإعتداءات المتكررة وفقا لإستراتيجيات مبنية على الأحقاد القومية والدينية من جهة، والألاعيب الدولية من جهة أخرى، خصوصا بعد سيطرة الاستخبارات الأميركية على حكم العراق (علنا) منذ سقوط صدام حسين حتى اليوم.وفي السنوات الثماني الأخيرة تم الضغط على الآشوريين ليدخلوا لعبة "العراق الجديد" الذي لم يكن أفضل حالا من عراق صدام، ولا عراق العصور الإسلامية والعثمانية. فالشعب الآشوري يعرف جيدا من يفجــّــر كنائسه ويقتل شيبه وشبابه لزرع الخوف في صفوفه وبذلك إجباره على الإنضمام إلى مخطط أكبر منه ومن العراق نفسه، يتمثل بتوسيع كيانات جغرافية مستحدثة على حسابه، تكون مرجــّـحة لميزان القوى في الصراعات، في منطقة كانت عبر تاريخها محط أطماع القوى الغربية منذ أيام ما عرف بـ"طريق الحرير" من أوروبا إلى أقاصي آسيا.وفي هذه اللعبة الكبيرة اليوم، يبرز الآشوريون بدورهم الذي رسم لهم، أي ضحايا وليس لاعبين، ضحايا بين ناري الأسلمة والتكريد، تتبادل الحديث عنهم بعض القنوات الأجنبية العالمية من وقت لآخر لإظهار حالة عدم الرضى على الحكومة العراقية في إطار المساومات الداخلية بين النزعة العنصرية الكردية والعنصرية الإسلامية، حيث نجح ساسة الغرب وإعلامه بإظهار المشكلة على أنها "إضطهاد إسلامي" والحل على أنه "الحماية الكردية". علما أن الأكراد هم الذين نفذوا كل المجازر ضد الأمة الآشورية عبر قرون من تاريخها، ولا تزال أراضي الآشوريين في آشور المحتلة (شمال العراق) مصادرة على أيدي الزعماء الأكراد وبدعم من سلطات الإحتلال الكردي. وليس مشروع ما يسمّى "المحافظة المسيحية" وأحيانا "محافظة سهل نينوى"، إلا نتيجة لتلك السياسة، فالمشروع الكردي في السعي لما يسمّى "كردستان الكبرى" معروف لكل المهتمين بالشأن الشرق  الاوسطي، وما مطالب الأكراد في سوريا اليوم إلا استكمال لهذا المشروع، حيث لا تزال خارطة المشروع الذي يضم أراضي من تركيا وسوريا وإيران والعراق، معلــّــقة فوق رأس البارزاني في مكتبه وكذلك في كل مكاتب الأحزاب الكردية على مرأى الساسة العراقيين.ويواكب ذلك بروز تطوّرات مهمة بسلبيتها في وجه مستقبل الأمة الآشورية، شعبا وثقافة، حيث شاء القدر أن تكون مناطق تواجد الآشوريين وقوتهم، لو وُجـِـدت، العائق الأكبر أمام المخطط الكردي، فمنطقة ما يسمّى "سهل نينوى" تـُـعتبر تاريخيا وديموغرافيا وواقعيا، الوطن التاريخي والقومي للآشوريين والنقطة التي يتجمــّـع فيها الآشوريون بكثافة، أي أنها الأكثر أهلية لأن تكون بداية المشروع القومي الآشوري الذي يمتدّ بين الزاب الكبير ودجلة (المثلــّـث الآشوري) ضمن العراق الواحد وأسوة بغيرهم. لا أكثر، ولكن استراتيجيا – ويا للأسف - تــُــعتبر هذه المنطقة صلة الوصل بين ما يسمّى "كردستان العراق" وما سيسمّى "كردستان سوريا" (في حال أي تغيير للنظام السوري)، وإن كل الساسة العراقيين عموما والساسة الآشوريين خصوصاً على علم بهذا المشروع، وبنيــّــة الأكراد في دفع "الشعب" الآشوري رغما عنه وبالإرهاب، للمطالبة بالحماية الكردية تحت شعار محافظة سهل نينوى الخاضعة للمادة 35 من دستور الإحتلال الكردي والتي تنصّ بدورها على منح الحكم الذاتي (من قبل سلطات الاحتلال الكردي) للآشوريين في المناطق التي يشكلون فيها كثافة سكانية. وبذلك يتجنــّـب الأكراد الصدام مع عرب الموصل كون سكان المنطقة هم أنفسهم يطالبون ولو مُرغمين، بمحافظة مستقلة عن محافظة نينوى، حيث تقع الفأس برأس الآشوريين الذين بدأت سياسة التعريب مجددا بحقهم إذ تتم اليوم مصادرة أراضيهم بآلاف الهكتارات من قبل التيارات العروبية في الموصل كردّة فعل على المشروع الكردي: "المحافظة المسيحية".وما يثير العجب للقاصي والداني هو: عدم وقوع أي اعتداء "إسلامي" على الأكراد الذين دخلوا الكنيسة الإنجيلية، وعدم وقوع أي اعتداء أو عمل إرهابي ضمن مناطق الإحتلال الكردي ضد أي كان. توقف الأعمال الإرهابية ضد الآشوريين بعد تبني ساستهم لمشروع إلحاق أراضيهم بالإحتلال الكردي ورغم صدور القانون رقم 50 الصادر عن مجلس الحكم في 29/09/2003 والذي ينصّ على: "إلغاء كافة القوانين والقرارات والأنظمة والتوجيهات والتعليمات والأوامر الصادرة عن ما يسمى بمجلس قيادة الثورة والجهات الرسمية العراقية الأخرى والصادرة لغرض تغيير الواقع السكاني والسياسي للعراق"، فقد تم تطبيقه بشكل انتقائي حيث أبقى مجلس الحكم على مفاعيل قرار البعث في 11/آذار/1970 القاضي بفصل نوهدرا الآشورية (المكرّدة إلى "دهوك") عن نينوى الآشورية وبذلك لا يزال الآشوريون منقسمين إداريا وسياسيا وديموغرافيا تحت سلطتين متصارعيتين: تكريدية وتعريبية. كما أن مشروع تكريد الوطن الآشوري هو "دستوري" وفقا لتشريعات الدولة العراقية "الديموقراطية" والمادة 143 من دستورها، الذي قرر تسمية آشور بـ "كردستان" (أرض الأكراد) وذلك في غياب أي "تمثيل" آشوري (بل فقط "ممثل") في مؤسسات الدولة العراقية.أمام هذا الواقع، ليس للآشوريين أمل في أحزابهم ولا في الحكومة العراقية كونها لا تقل عداوة لهم عن البعث أو التيارات الكردية، بل أملهم الوحيد يبقى في المهجر الآشوري وبشكل خاص الولايات المتحدة وأوروبا، اللتين تحكمان العراق فعليا وحيث يتواجد الآشوريون بقوّة وكثافة يستطيعون استغلالها لإيصال صوتهم إلى المنابر الدولية، فالواجب الأخلاقي الدولي يقتضي أن تتم معاملة الآشوريين كشعب العراق الأصيل، وذلك وفقا لـ"إعلان الشعوب الأصيلة" الصادر عن الجمعية العمومية للأمم المتحدة بتاريخ 13 أيلول 2007 والذي ينصّ على حق تقرير المصير للشعوب الأصيلة (المادة 3 - 4) حفاظا على كينونتها وثقافتها التي تعد أمانة عالمية.وبذلك، ووفقا للقانون المذكور، يحق للآشوريين (على الأقلّ) بـ"منطقة آمنة" محمية دوليا كما كانت حال الأكراد منذ 1991 لأن الآشوريين لا يثقون بالدولة العراقية، ليكون ذلك الخطوة الأولى نحوَ "إقليم آشور" أيضا أسوة بالأكراد، وطالما أن الدستور العراقي أصبح حبرا على ورق في مخالفة الدولة العراقية للمادة السابعة من دستورها وتأسيسها إقليما عنصريا على أساس قومي تحت إسم "كرد- ستان" (أرض الأكراد).
وقد اختصرت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية المأساة الآشورية بكلمتين في عددها الصادر بتاريخ 24/12/2010 تحت عنوان "عيد الميلاد ومسيحيو العراق"، للمحلل السياسي للصحيفة والمؤرّخ المتخصص في شؤون الشرق الأوسط الدكتور تسيفي بارئيل، الذي ذكر ما حرفيته : "إن الأكراد يرفضون أية منطقة آمنة للمسيحيين لأنهم يريدون ضم المناطق المسيحية إليهم"، ومشروع "المحافظة" سيكون الخطوة الأولى لذلك، ودستوريا، كون الدستور "العراقي" يسمح بانضمام محافظة إلى إقليم. وهذه إشارة واضحة الى انه في حال عدم تدارك المسألة من قبل الآشوريين قبل غيرهم فإن رحلة العذاب الآشورية ستستمرّ باقتطاع اراضيهم ومصادرتها من قبل العرب في ما يعرف بـ"سهل نينوى"، ومن قبل الأكراد ضمن كيانهم المفروض على الآشوريين وغيرهم منذ العام 1991.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق