مشروع انشاء برلمان أشـوري

ندعو هنا جميع الآشـوريين بأن يشاركو في مشروع انشاء برلمان آشـور في المنفى. يجب على طالب المشاركه بأن لا يكون له ارتباط بحزب او حركه سياسيه. كما يجب ان يكون مؤمن بانتمائه القومي الأشـوري ايماناً اعمى. و بتراثه و تأريخه و لغته الآشـوريه.

٢٠١١-٠٩-٠١

كتاب وتعليق : ألآشوريون بعد سقوط نينوى





حتى لا تنسى أجيال آشور المحتلة مذابح الاكراد ضد الاشوريين


  
كتاب وتعليق :



ألآشوريون بعد سقوط نينوى
المجلد السادس
مذابح بدر خان في تياري وحكاري
 1846 -1843  

للمؤلف هرمز م. أبونا

البرت الناصر
11 آب 2001


حينما كتبتُ ( وكأن التاريخ قد ولد بلا شرف.. ولا ضمير!! ) عام 1996 كنت قد أستلهمت عنوان المقالة من وحي عذابات أبناء شعبنا وقد أزهقت ارواحهم وهي تصعد الى السماء غير راضية.
ولحسن الحظ ان يشرفني ألاخ والصديق الاستاذ المؤرخ  هرمز أبونا بأهدائي نسخة من مجلده السادس المنشور حديثاً والموسوم بمذابح بدرخان في تياري وحكاري 1843- 1846 وهو ضمن سلسلة الآشوريون بعد سقوط نينوى, لقراءته والتعليق عليه.. وبعد أن انهيت قراءة الكتاب  لم أجد افضل عبارة لأستهل فيها تعليقي على المذابح ونكاية الانكليز والامريكان بشعبنا سوى ان اؤكد مرة اخرى ما كتبته قبل 6 سنوات وهو حقيقةً أن التاريخ بعد أفول نجم الآشوريين أصبح فعلاً بلا شرف ولا ضمير!!

كتاب مذابح بدرخان بصورة عامة هو وثيقة جامعة ومصدر غزير لسيل من الوثائق التي نجح المؤلف هرمز أبونا في جعلها صورة حية وناطقة عن بربرية ووحشية الانسان غير المتحضر ذي الأصول الهمجية الذي تقوده غرائزه للفتك بوحشية تفوق بشاعتها وحشية الحيوان نفسه فهذا أقل ما يمكن أن يقال بحق المجرم الزعيم الكردي بدرخان وأعوانه من الاكراد.
الكتاب وثيقة دامغة وشهادة عار بجبين أولئك الاكراد والاتراك ومن خطط معهم من الانكليز وألارسالية التبشيرية الامريكية, ولن تمحى من التاريخ وذاكرة أجيالنا ما دام على الارض شعب آشوري حي يرزق.

أن من يتمعن في قراءة الكتاب يقف مذهولاً من بشاعة الصور الناطقة التي عبّرت عنها وثائق الكتاب, وقد تمكن الاستاذ هرمز أبونا من أستحضار أرواح أبناء شعبنا الاشوري في سابقة قل مثيلها في التاريخ المعاصر حيث زهق الارواح بعشرات الألوف من الاشوريين الذين سقطوا شهداءاً ابرار دفاعا عن ارضهم وممتلكاتهم التي أغتصبها الاكراد بزعامة المجرم بدرخان , ولبشاعة محتويات  بعض الوثائق يكاد القاريء أن يؤخذ غيضا ليلعن ويشتم بدرخان وأسلافه من هول الوحشية التي تلبست هذا المجرم وأعوانه الاكراد حيث التقتيل بلا رحمة بأبناء شعبنا بقطع أجسادهم وهم أحياء قبل قتلهم, ورميهم  بالجملة من فوق الجبال وهم أحياء ايضا وغيرهم من انتحر راميا نفسه الى هاوية الجبل او الى النهر من النساء مع أطفالهن مفضلين الموت على الوقوع بأيدي الاكراد. هكذا يكشف الكتاب عن اللحظات المشؤومة على  مسرح المجازر حيث جثث  أبناء شعبنا أشلاء منثورة دون تمييز بين جنين في رحم أمه او امرأة وشيخ وطفل رضيع!! الصراخ الاخير للاطفال والنساء كان يأتي من كل الجهات لحظة انقضاض المجرم بدرخان واعوانه الاكراد.. كانوا يتصيدون ابناء شعبنا الابرار في مجازر جماعية ينقضون عليهم بلا رحمة في أبشع المجازرالتي عرفها التاريخ الحديث.

فمن بين ال 277 صفحة من الكتاب لا يمكن نسيان تلك الواقعة المعبرة عن همجية ووحشية المجرم بدرخان وأعوانه الاكراد حيث رمي أجساد الاطفال في الهواء  لتهوي على رؤوس رماح البنادق!!!!! وقتل الاطفال الرضع بضرب جسد الرضيع بقوة وبكل وحشية على الصخور لتكسر جماجمهم ولتنتزع ارواحهم انتزاعاً!!!
  
أطلب من القاريء أن يكرر قراءة الفقرة السابقة ليتجسد أمامه مشهد بشاعة زهق أرواح اطفالنا امام عينيه!!

نعم لقد انتُزعت أرواح أبناء شعبنا الابرياء بما لا تقبله شريعة السماء ولكن قبَلتهُ شريعة المجرم الدكتور أساهيل كرانت ( المبشر!!) الامريكي الذي ساهم مع الاكراد في أجتماعات مجلسهم الحربي للتخطيط في التخلص من الاشوريين بأية وسيلة ودفع من تبقى منهم الى أقصى درجات اليأس من الحياة لتمرير مخططات سياسية لا علاقة لها بالتبشير الديني أطلاقاً!!

وهكذا تزامنت مأساة الاشوريين كما يؤكدها المؤلف هرمز أبونا مع حضور المبشرين الانكليز والامريكان وهذا دليل قاطع مدعم بالوثائق ليؤكد على سوء نية مجرمي الحرب (المبشرين)
الناشطين في مناطق ملتهبة ضد المسيحية!! هنا يكمن السر في أن كرانت بالأساس لم يكن مبشراً بل جاسوساً متخماً بالعلوم العسكرية حينما تم الكشف على تصميم قلعته!! وحتى عالم الآثار لايارد  أنتقد بناءها  حين زيارته موقع القلعة عام 1846 بكونها ( عمل طائش ومتهور) التي أجبر ألاشوريين على بناءها له. لقد جاء مرتدياً قناع التبشير للتغطية على أهداف مهمته للايقاع بالآشوريين ولم يدرك الآشوريون حينها خلفياته التاريخية والسياسية.
 أسباب جريمة كرانت وبقية المبشرين ستبقى سراً ما لم تُكشف خلفية علاقاتهم وهوية تلك الجهات التي أرسلتهم مستهدفة أفناء الآشوريين بتلك الصورة البشعة.

بالرغم من الأجواء المثقلة بصراخات من قُتِلوا في المجازر التي لها ثقلها النفسي عند قراءة الكتاب بسبب العوامل النفسيةالتي فرضها المؤلف بنجاح  في كتابه هذا , الاّ أننا نقرأ بفخر واقعة مشاركة البطريرك الاشوري البطل مارشمعون أوراهم شخصياً في قيادة احدى المعارك بنجاح والمشاركة الفعلية في القتال ضد الاعداء.
أن ما جابهه البطريرك البطل العتيد من مآسي هائلة كانت كافية لأن تطيح أرضاً كل من لا يملك المقدرة الكافية على تحمل مآسي الحروب.

لقد أملت الظروف على أشوريي القرن التاسع عشر بأن يقعوا فريسة سهلة لمن أصدقوهم في النوايا وانخدعوا شر خديعة بمن لبس ثوب الحملان معلقاً الصليب على صدره وهم أنما ذئاب مفترسة لا تفهم معناً للرحمة!! وبعد كل تلك المآسي  وبالرغم  مما حصل بقى البطريرك مار شمعون اوراهم غير خاضعاً وشعبه لحكومة السلطان العثماني.

 أن تشعب الاتصالات كان مرسوماً وفق عائديتها لواجهات مزيفة عملت كغطاء وقائي لحماية المبشرين ولتنظيم سير الاحداث كما مخطط له في كواليس القوى المستفيدة من أفناء الشعب الآشوري,  وهكذا ساهمت القنصلية البريطانية في بغداد بصورة فعالة كواجهة بتسهيل مهمة كرانت وغيره ودعمتها بالمال اللازم , ويكفي أن نعرف ذلك لندرك من الذي يقف خلف العملية وليجعل القنصلية تساهم لوحدها في مصاريف المهمة الموكلة لكرانت.
وردت أسماء أخرى للمبشرين أمثال بادجر وجاكسون ورايت وسمث ولوري ودورهم القذر في مجازر أخرى وكل ذلك يمكن أجماله في أن هناك غرض مبيت ضد الآشوريين تزعمه هؤلاء ( المبشرين !!) الجواسيس حيث كما تفيد الوثائق أن مراسلاتهم وتنقلاتهم وجولاتهم كانت ذي طابع سياسي بحت ويكفي أن نستدل من مراسلات أحد أهم المبشرين الذين أرسلتهم بريطانيا مستهدفة الآشوريين وهو جورج بادجر الذي كان ( على أتصال دائم مع السفير البريطاني مزوداً أياه بتقارير ذات طبيعة سياسية ) !!

وفي أضافة خارج نطاق محتويات الكتاب أرغب في ذكرأنه من المثير هنا أنه بعد  70 عاما من تلك المجازر1850 - 1920 قام الانكليز بنفس التحرك عام 1920 ضد الاشوريين حيث أسسوا كيان سياسي جديد أسموه ( العراق) ونجحوا في أقصاء آلاشوريين من خارطة العالم. وأنه بعد 70 عاما أخرى1920 - 1990 أصبح الآشوري خارج وطنه مشرداً في كل أصقاع العالم..  فيا لها من مأساة!!

وقبل تقديم الشكر للاستاذ هرمز أبونا على كتابه , أحيل هذا الكتاب لمن نسى نفسه وشعبه ليعتمده  كمرجع تاريخي مهم للاتعاض من دروس الماضي والكف عن الاعتراف ( بواقع الحال ) المفروض علينا فرضاً فتلك مسألة مرفوضة ولا تخدم قضيتنا.
أنها دعوة صادقة لقراءة اشورية حقيقية لمراجعة الحسابات...  دعوة لقراءة الواقع من عمق جراحات الشعب وصراخات من أستشهدوا وجثثهم ممزقة فمنهم من قُتِل ولم ير نور الحياة  ولم يعرف بأي ذنب قد قُتِل!!

لا أريد تحميل التعليق باكثر مما يجب فالاطلاع على محتويات الكتاب ضروري لمن يبغي أقتناءه فالكتاب جدير بالقراءة .

الشكر لوحده لا يكف لتثمين جهود الاستاذ هرمز أبونا وهو يضع كتابه الوثيقة بين أيدينا وهو بهذا أنما يضيف حلقة مفقودة الى سلسلة المعارف الاشورية لتنير عقول أبناء شعبنا الاشوري في كل زمان ومكان.. هذا جزء من تاريخنا وهي أمانة قد نجح هرمز أبونا في أيصالها لنا ولأجيالنا القادمة.   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق