مشروع انشاء برلمان أشـوري

ندعو هنا جميع الآشـوريين بأن يشاركو في مشروع انشاء برلمان آشـور في المنفى. يجب على طالب المشاركه بأن لا يكون له ارتباط بحزب او حركه سياسيه. كما يجب ان يكون مؤمن بانتمائه القومي الأشـوري ايماناً اعمى. و بتراثه و تأريخه و لغته الآشـوريه.

٢٠١٢-٠١-٠١

الآشوريـّـون ضحية الصراعات الكردية : غـَـزوَة زاخو مثالاً


آشور كيواركيس
بيروت - 26-12-2011

ميلاد مجيد لـ"الشعب" العراقي عموماً، ومسيحييه خصوصاً
وليكن عام 2012 عام السلام والطمأنينة لشعوب الأرض قاطبة، والشعوب المظلومة خصوصاً.

العراق ... ما أجمل هذه الكلمة برونقها الحضاري الآشوري، وما أقبحها في إطارها السياسي حيث تضم أكبر مركز تجسس أميركي في العالم يسمـّـى "سفارة"، وبرعاية أقوى مافيا سياسية – إقتصادية تسمّى "حكومة عراقية"، يترأسها كل من يطرح مشروعاً أكثر قذارة من البيئة التي تربــّـى فيها، وبسكوت لا بل تواطؤ أجبن بني البشر؛ "ممثــّـلو المسيحيين في العراق".

بحسب المفهوم العراقي للديموقراطية، لا يكفي أن يكون الآشوريون (مسيحييـّـو العراق من كلدان وسـُـريان ومشرقيين)، ضحية التجاذبات التكريدية – التعريبية في المناطق "الآشورية" المتنازع عليها بين الطرفين، بل يجب أيضاً أن يكونوا ضحية الصراعات الكردية – الكردية داخل آشور المحتلة، فبتاريخ 02/ كانون الأول/2011، وتحديداً في مدينة زاخو (مدينة "النصر" بالآشورية) شهد نهار الجمعة "المقدّس" عند المسلمين، تقليداً معروفاً في التاريخ الذي فرضه المحيط المتخلف على الأمة الآشورية، فبعد أن تربـّـع بعض الأكراد للصلاة واستمعوا إلى الشيخ إسماعيل عثمان السندي، خرجوا إلى الشوارع مسعورين واتجهوا إلى المراكز التجارية العائدة للآشوريين والإيزيديين وأحرقوها وعاثوا فساداً وخراباً في منطقة كانت، قبل مجيئهم من كهوف القوقاز، نقطة حضارية عبر تاريخها الآشوري النظيف الذي يعتبر من مفاخر البشرية جمعاء.

وكما بعد كل جريمة سواء كانت موجهة ضدّ الآشوريين مباشرة أم كانت سطراً واضحاً في ورقة المساومات السياسية بين التيارات العراقية المتخلفة، تتجه الإتهامات يميناً وشمالاً مما يحوّل المسألة إلى حزازير حول هوية المسؤولين والمنفذين، حيث سمعنا محمود عثمان القيادي في حزب البرزاني يتهم سوريا وإيران وتركيا بالوقوف وراء الإعتداءات [1]  ... والبرزاني يتهم رجال الدين الأكراد [2]، والإتحاد الإسلامي الكردي يتهم حزب البرزاني (سلطة الإحتلال الكردي) [3]، بتحريض الشيخ إسماعيل السندي على إثارة القلاقل والفتوى بحرق محلات بيع المشروبات، وإسماعيل السندي يتهم الإتحاد الإسلامي الكردي وينفي دوره في التحريض [4] .

ومهما تعددت الأضاليل وزاد القال والقيل، تبقى الحقيقة ساطعة، فإن ما جرى مؤخراً في زاخو الآشورية كان انطلاق "الغزوَة الأخوية" عند ساعات الظهيرة، ورغم مرورها أمام مقرات الشرطة الكردية والأمن، إستمرّت الإعتداءات لمدة ثمانية ساعات متتالية حيث امتدت في وضح النهار إلى ناحية سيميلي الآشورية الثكلى، ثم إلى قرية شيـّـوز الآشورية العريقة وباقي المناطق، بدون أي تدخــّـل من سلطات الإحتلال الكردي، تخللها إرسال البرزاني بعض الفتية المراهقين للإعتداء على مقرات الإسلاميين وخلق حالة صراع ميداني لا يتعدّى الساعات ... لفرض موقف سياسي ضمن صراع حزبه القومجي مع التيارات الدينية المتخلفة، وكل ذلك على حساب الآشوريين الذين لا صوت لهم في العراق.

إن ما أثار حفيظة الآشوريين هو تصريح البرزاني [5]، بأن الشيخ إسماعيل السندي هو برئ ولا علاقة له بالتحريض، ويبدو أن كذبة البرزاني هذه المرة لن تطول كما جرت العادة، كونه لم يعلم بأن خطاب شيخه السندي مسجـّـل ومنشور على الإنترنت [6]، حيث خرج على الملأ بعد "صلاته الإلهية" من جامعه، وبسيارة شرطة يحرسها سيمان عبد الخالق سعدي زاخولي مدير أوقاف زاخو (ضابط التوجيه في جهاز الآساييش سابقاً)، إلى الشارع ودعا المراهقين المسعورين من حوله (الجيل الكردي القادم)، وباللغة الفارسية الجبلية، إلى القيام بالمزيد من التخريب مؤكداً دعم سلطة الإحتلال الكردي والأمن وكافة رجال الدين لحرق المحلات التجارية، وبأن "كرxxx" (كما سمـّـاها) فيها حرية تامة وهي أرض الإسلام ويستطيع التصرّف كما يشاء ...

والتاريخ يشهد على كون الآشوريين في عدة مراحل ضحايا الصراع الكردي – الكردي، خصوصاً ما تعرّض له الآشوريون من القتل والدمار والسلب والنهب على يد "الفرسان" الذي عرفوا بـ"الجحوش" (فبائل السورجي والهركي والزيبار وغيرهم ...) أيام صدّام، وها هم اليوم يتحوّلون إلى حبر رسالة برزانية للأكراد الإسلاميين.

الطامة الكبرى، موقف الحــُـزيبات الآشورية في العراق :

1- الحركة الديموقراطية الآشورية : الإحتجاج على تهميش الحركة في كراسي المحافظات تحت الإحتلال الكردي، والإكتفاء بنقل خبر الإعتداءات على مواقع الحركة، وتصريح البطل يونادم كنــّـا بأن الإعتداءات تهدف إلى التشكيك بالتصريحات حول السلم الأهلي في الإقليم (أي تهدف إلى التشكيك بالبرزاني) [7] وهو نفس التصريح عن المالكي إثر مجزرة كنيسة "سيدة النجاة" قبل عام ونيـّـف.

2- حزب الإتحاد الديموقراطي الكلداني : إستنكار وشجب ومطالبة سلطات الإحتلال الكردي (المحرّضين) بالتحقيق.

3- الحـُـزيب الوطني الآشوري : زيارة لجمعية مار آلاها الخيرية واستكمال جلسات الشاي اليومية المعتادة.

4- مجلس نيجرفان الشعبي (الكلداني الآشوري السرياني): سنتصل بالمسؤولين.

5- حزب بيت نهرين الديموقراطي (تنظيم العراق) : لقاء تشاور مع الحركة الديموقراطية الآشورية.

هذه كانت ردود الأفعال للحزيبات الآشورية العاملة في العراق، فكلها لم تتعدّى الإستنكار المزيّف لمجرد تسجيل موقف لمجرّد الحفاظ على ماء الوجه أمام الناخب الاشوري البسيط، وربما تكون الذريعة بأن نتائج التحقيق لم تكن قد ظهرت، ولكن ماذا بعد ؟ علماً أن كل هذه الحـُـزيبات تعمل في المهجر الآشوري ويقتصر دورها على إسكاته بشعارات "حكيمة" ظاهرياً تتلخــّـص بالتغطية لعمليات القتل الجماعي والإضطهاد بحق شعبها حيث تحوّلت إلى ببغاءات للمالكي والبرزاني وغيرهم من ورثة الجيفة البعثية التي شكلت الكيان المسخ المستحدَث في واشنطن، المعروف بـ"عراق ما بعد صدام"، ذلك الكيان البريطاني الصنع والأميركي التحديث، الذي كان عبر تاريخه الأسوَد ومنذ تأسيسه عام 1921، مذبحاً للقضية الآشورية ومصيبة على الشعب الآشوري الأصيل، أرضاً وهوية وثقافة.

ومن الجدير ذكره أن المؤسسة السياسية الآشورية الوحيدة العاملة في العراق، والتي اتخذت موقفاً مشرّفاً إثر غزوَة زاخو، هي "المؤتمر الآشوري العام" الذي وضع النقاط على الحروف مطالباً في بيانه [8]، بحماية دولية للآشوريين وإعادة الأراضي الآشورية المغتصبة للإنتهاء من مسلسل القضاء على الوجود الآشوري في العراق بالإضطهاد والتهجير.

وفعلاً، إن كل ما أتينا على ذكره يؤكد مجدداً بأن الآشوريين (مسيحيي العراق بطوائفهم) لا سلام لهم ولا أمان إلى في أن يحكموا أنفسهم ولو ضمن عراق الأمر الواقع إلى حين يتحوّل إلى جمهورية أفلاطون المثالية – وذلك بإقامة منطقة آمنة للآشوريين محمية دولياً وفقاً للشرائع الدولية وبموجب قانون حماية الشعوب الأصيلة، الصادر عن الأمم المتحدة عام /2007/، الذي يجب اعتباره دستور الحركة القومية الآشورية حين توجد ... وعلى آشوريي المهجر عدم الوثوق بالعراق ولا نصوصه الدستورية بل استغلال قوتهم وعلاقاتهم الدولية في سبيل تطبيق القوانين الدولية، وعندها كل اضطهاد سيكون وقوداً ودافعاً للمطالب الآشورية الشريفة إلى الأمام، وإلا فإن كل هذه الإعتداءات ستذهب في مهب الريح طالما المهجر الآشوري نائم والساسة الآشوريون في العراق يتم بيعهم وشراؤهم بأبخس الأسعار.

اللـّـهم آشور العليّ العظيم ... أنقذ شعبك.

المصادر :

1- جريدة "إيلاف" : 04/ كانون الأول/2011، "البغدادية" : 05/كانون الأول/2011
2- وكالة أنباء "السومرية" : 03/ كانون الأول/2011
3- مقابلة لدندار دوسكي، القيادي في الإتحاد الإسلامي الكردي، مع موقع "عنكاوا" الكردي، تاريخ : 11/ كانون الأول/2011
4- صحيفة "هولير" البرزانية : 07/ كانون الأول/2011
5-  جريدة "هاولاتي" البرزانية بتاريخ 24/12/2011
6- خطاب الشيخ إسماعيل عثمان السندي :  http://www.youtube.com/watch?v=xAg1tfk4JQA&feature=share
7- وكالة أنباء "السومرية" : 04/ كانون الأول/2011
8- بيان المؤتمر الآشوري العام : 04/ كانون الأول/2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق