بعد سقوط نظام صدام ..
الامم المتحدة وامريكا والعراق يتحملون كامل المسؤولية السياسية والتاريخية تجاه تراب آشور الارض المحتلة من قبل الاكراد
كتابات - البرت ناصر
قيل وكتب وما يزال , الكثير عن معاناة شعبنا وأمتنا الاشورية في العراق... تربعت الملكيات والجمهوريات على عرش العراق وكلها داست بلا رحمة على حقوق الشعب الاشوري... الشعب الاصلي للعراق قبل أي شعب آخر ... كلهم تحدثوا بالحرية والوطنية والديمقراطية وكلهم نصبوا العداء للاخر فيما بينهم الا أنهم وبقدرة قادر أتفقوا جميعهم منذ تأسيس كيان العراق السياسي الحديث في 1921 على أيذاء الشعب الاشوري بتهميش حقوقه تارة وألغاء وجوده القومي تارة أخرى.. لم يكن لينتهي مسلسل الاجراءات التعسفية بحق الاشوريين في العراق من قبل الحكومات المركزية حتى ظهر الاكراد كسلطة محلية أقليمية داخل العراق بعد سقوط نظام صدام لتنفذ مجدداً ما بدأت به الحكومات المركزية في بغداد وكأن ما ما كان ينقص الشعب الاشوري هو علة الاكراد في محاولات ألغاء الهوية الاشورية للارض التي عجزت جبابرة التاريخ الهمجي ضد الانسانية من الغاء أسم آشور على كل أرض شمال العراق الحالي .
أن الاتفاقيات الجانبية لنظام الحكم السابق والتي قادها صدام والتي نتجت عنها أتفاقية آذار لصالح الاكراد 1970 ومنح الحقوق الغير مجدية والمحدودة للتسمية السيئة الصيت ( الناطقين باللغة السريانية) الثقافية والادارية تحت مسميات طائفية دينية ومعاهدة الجزائر عام 1975 وبعدها قرار الحرب مع ايران في 1980 ودخول الكويت 1990 وترسيم منطقة الملاذ الآمن للاكراد 1995 والتي بموجبها رسخت أستحواذ الاكراد بأسم الامم المتحدة والقوى الدولية على ممتلكات الشعب الاشوري في فوضى التيهان حتى سقوط النظام في 2003 ..كل هذه الاتفاقيات والاحداث أعطت اشارات خاطئة في مجرى الصراع الدائر بين حكومة العراق والاكراد والتي أسقطت في حسبانها كل حقوق الشعب الاشوري في ارض آشور شمال العراق وذلك بمنح الاكراد تراب آشور دون وجه حق في غياب القرار الاشوري بتسليم تراب ارضهم التاريخية هبة للاكراد ليحق فيها مقولة "من لا يملك أعطى لمن لا يستحق " . أن السياسة الانفرادية المتبعة في حينها من قبل صدام في فرض سيطرة الدولة على كامل أرض العراق كان لها من المبررات الوطنية التي أستوجبتها الاستحضارات المستقبلية في الدخول في الحرب مع أيران وما تبعها من حرب غير متوقعة من قبل الشعب العراقي بدخول صدام المفاجيء في الكويت والتي كسرت ظهر العراق من قبل التحالف الدولي ال33 الذي قادته أمريكا وبريطانيا ضد العراق.
بزوال النظام أوقف العراق العمل بكل الاتفاقيات في اول خطوة له في العهد الديمقراطي الجديد وتم الغاء كافة قوانين مجلس قيادة الثورة ولكن لم يتم مسائلة الاكراد في ظل النظام الديمقراطي الجديد كيف لآشور أن تتحول الى كردستان؟ وبأي وثيقة تاريخية تم تسمية وتحويل تراب ارض آشور الى كردستان؟ .. أية وثيقة طابو آشورية أحال صاحب الملك أرض آشور الى كردستان؟ وفي كل هذا كيف تناقص أعداد الاشوريين في آشور شمال العراق والاسباب التي أدت الى هذا النقصان الرهيب؟ وبأي كيفية وشرعية ازداد عدد الاكراد في العراق والكل يعلم بسبب فتح الحدود الشمالية للعراق ليدخلها الاكراد الايرانيين والاتراك ومن بقية دول العالم والذين ليست جذورهم عراقية أطلاقاً وكل هذا يحدث بالتزامن مع الابادة الجماعية لشعب آشور في العراق.
أن فرض المسميات الكردية بديلاً للتسميات الاشورية الاصلية من أجل التغيير في تراث وطوبوغرافيا آشور وما سايره من فرض التغيير الانثروبولوجي الذي حدث ضمن حدود الجغرافية السياسية لآشور وأمتدادها الطبيعي حصراً من شمال العراق الحالي الى جنوب تركيا في حيكاري والابادة الجماعية البشعة التي ساهم بها الاتراك والاكراد لم يكن ليحصل لولا الحقد العنصري المقيت الذي راح بسببه مليون أنسان آشوري خلال مئة عام المنصرمة بدون حساب المذابح الكردية على يد مجرمي الابادة البشرية الاكراد من أمثال السفاح بدرخان وغيره في فترة ما بعد 1843.
أن التستر الكردي الواضح خلف المنظمات الدولية الانسانية التي تنادي بحقوق الانسان بضمنها منظمة الامم المتحدة قد تم توظيفه بنجاح في تجيير القرارات الدولية لصالح الاكراد متناسياً عن عمد وموغلاً في أسقاط الحقوق الاشورية في ارض آشور التي يتواجد عليها الاكراد , هذا التواجد الكردي الذي أساسه في أفضل تفسير له أنه أحتلال قسري قد ساهمت الحكومات العراقية بالتتابع في ديمومته بسبب الحقد العنصري الشوفيني ضد الاشوريين من جانب وبسبب الظروف السياسية للعراق التي ساهم الاكراد في خلقها لاضعاف وحدة العراق الوطنية والسياسية والتي أدت عنجهية وسوء تصرف النظام السابق في التعامل مع الاكراد بان تنتشلهم المنظمات الدولية ودول الحلفاء بكونهم من ضحايا الاضطهاد السياسي للنظام .
الا أن هذا المضطهد (بفتح الهاء) أنقلب ليمارس الاضطهاد ضد سكان العراق الاصليين محاولاً في فترة قصيرة جداً وخلال العشر سنوات الماضية وكأنها مهمة مستعجلة ضمن جدول زمني محدد أن يحقق ما عجز عنه أسلافه من مجرمي الابادة البشرية التي مارسوها ضد الاشوريين كالمجرم بدرخان الذي يتم الاشارة في مناهجهم الى هذا المجرم كبطل قومي وزيادة على ذلك يتبعون نفس السياسات العنصرية القذرة التي مارسها نظام صدام ضد كل من هويته غير عربية وبهذا المنحى وبوجود أجيالنا الاشورية الحالية وأمام أعين المنظمة الدولية الراعية لحقوق الشعوب لا بد من التصادم أن يقع بين لا شرعية أستمرار الاكراد في الاستحواذ على تراب ارض آشور المحتلة من قبلهم وبين الشعب الاشوري صاحب الارض الشرعي لالاف السنين..
أن بوجود الامم المتحدة واعلانها الحرب على لا شرعية الاجراءات المتخذة ضد الشعوب الاصلية من قبل الحكومات لا بد لها ان تنتبه الى وضع الاكراد الغير شرعي في المناطق الاشورية التي تم الاستيلاء عليها ضمن دستور وخارطة ما يسمى ب( أقليم كردستان) الذي لا ولن يعترف به الشعب الاشوري مهما طال الزمن ومهما تداخلت المصالح الدولية في ترسيخ لا شرعية الوجود الكردي على تراب آشور المحتلة.. وكل أتفاق مبرم مع الاكراد بواسطة ما يسمى (الاحزاب والمنظمات الاشورية) في العراق يعتبر باطلاً حيث الفساد وشراء الذمم بالدولارات أصبحت رائحته تزكم الانوف , وندعوا أبناء شعبنا الاشوري بكافة طوائفه بعدم الانجرار والسير خلف عملاء الاكراد.. فالاكثرية الساحقة وعت على حقيقة صفقة البيع والشراء التي يتم ممارستها خلف الكواليس بين أحزابنا العميلة في العراق والبرزاني لمصلحة الاكراد . ومثقفي الشعب الاشوري على علم بما يدور خلف الكواليس من فرض السياسات القذرة والدور المشبوه للاحزاب الاشورية التي تساهم في ترسيخ الدور القيادي للبرزاني للشعب الاشوري تحت تسمية المسيحيين الاكراد تمهيداً لألغاء هويته الاشورية وما يتبعها من ضياع كامل للحقوق القومية التاريخية لشعب حي يرزق ولكن بأسم جديد!!
أنه من الاولى أن تدرك هذه الاحزاب بأنه حتى أن نجحت هذه الاحزاب في أقناع أنصارها من القلة القليلة فهي لا تمثل كل الشعب الاشوري وتطلعاته الشرعية في ارضه فأن هذه القلة مجبرة تحت ظروف الابادة الجماعية المنظمة ضد شعبنا في العراق ومع فهمنا العميق لمعنى تواجد شعبنا في العراق فهذا التواجد قليل جداً وغير معترف له بتأييده للقرارات التي تخص مصير أكثرية الشعب الذي يقبع خارج العراق أضافة الى كونه يقع تحت رحمة الاضطهاد الكردي وكل توقيع تحت الاضطهاد لا يعتد به ويعتبر مخالفاً للقانون. وعلى مثقفينا وناشطينا أفهام هذه الحقيقة لمنظمات الامم المتحدة لايقاف نزيف هبوط المعنويات والشعور القومي نتيجة فرض القبول بالامر الواقع وسياسة واقع الحال التي تحاول احزابنا طبخها لشعبنا الاشوري.
شعبنا في العراق على قلته وفي الظروف المذكورة لا يمثل الرأي العام الاشوري الذي أصبح في وعي كامل لما يقوم به الاكراد من كل أشكال الاضطهاد التي تمارسها حكومة الاقليم البرزاني في شمال العراق وعلى تراب آشور المحتلة.
فعلى منظمة الامم المتحدة والحكومة الامريكية أن ترى وترعى المصالح العليا للشعب الاشوري في العراق بنفس الصورة التي خدمت فيها الاكراد , والشعب الاشوري سوف لن يقف مكتوف الايدي ضد الاجراءات والممارسات التي تستعجل تسليم الشعب الاشوري تابع ذليل للاكراد , ولتسمع وتعي كافة احزاب شعبنا التي تمارس بدورها المشبوه اللهو والتطفل على حساب قضية شعبنا متناسية أرواح الشهداء التي سفكت دمائهم قرباناً على درب حرية آشور وشعبها المظلوم بالكف والتوقف الفوري في الايغال في العمالة ضد الشعب الاشوري وقضيته المصيرية .. أن الشعب الاشوري المتواجد في كل أرجاء العالم مدعو بقوة وبكل أخلاص الانتباه لما يخطط ضده وضد أجياله القادمة وما عليه الا البدء الفوري في اعلآن الحكومة الاشورية في المنفى على شكل برلمان آشوري يتم انتخابه بالاصول الديمقراطية , الديمقراطية الاشورية الحقيقية التي هي من أبداعات العقل الاشوري الخلاق لاجدادنا العظام قبل أكثر من عشرة الاف سنة... وكما قيل بأن مسافة الالف ميل تبدأ بخطوة , وما على مثقفينا وناشطينا ومعهم ابناء شعبنا الا الاستعداد والتحضير لهذا الحدث العظيم... وليسمع الكارهون بأن الاشوريون قادمون!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق